تعتزم فرنسا وإسبانيا ترحيل كل مواطنيها العالقين بالمملكة، ومعهم المهاجرين المغاربة، قبل العاشر من الشهر المقبل، بعد الانتقادات التي وجهت إليهما من قبل العديد من العالقين منذ الإغلاق الشامل للحدود يوم 13 مارس الماضي.
إذ أعلنت السلطات الإسبانية والفرنسية بتنسيق مع المغرب، تنظيم ثماني رحلات بحرية انطلاقا من ميناء طنجة المتوسط إلى ميناء مالقة ابتداء من يوم أمس الخميس إلى غاية التاسع من الشهر المقبل، حيث ستتكلف شركة النقل البحري الإسبانية “بالياريا” بإجلاء آلاف العالقين.
في المقابل، لا يزال أزيد من 31 ألف عالق مغربي في الخارج ينتظرون العودة إلى الوطن، لاسيما في ظل مواصلة العديد من الدول التي يوجدون فيها إغلاق حدودها، كما هو حال إسبانيا التي لن تفتحها قبل فاتح يوليوز المقبل.
وحتى عملية إعادة مئات المغاربة العالقين في الثغرين المحتلين سبتة ومليلية، توقفت منذ ليلة الأحد-الاثنين الماضين من سبتة ومنذ 15 يوما تقريبا انطلاقا من مليلية، لأسباب غير معروفة، لكن يرجح أن تكون مرتبطة باكتشاف ثلاث إصابات بين العائدين من مليلية.
ورغم عدم اكتشاف حالات إصابات بين العائدين من سبتة، إلا أن هناك خلافا تقنيا-سياسيا بين سلطات سبتة والرباط، إذ إن إسبانيا ترغب في إعادة المهاجرين غير النظاميين، بينما يصر المغرب على السماح، حاليا، بعودة العالقين لأسباب مهنية أو سياحية أو صحية قبل إغلاق الحدود.
هذا الخلاف الواضح يتجلى، أيضا، في مطالبة الحكومة الإسبانية أزيد من 100 سبتاوي ومليليي عالق بالمغرب بالعبور إلى مالقة، بحرا، قبل العودة إلى الثغرين، بدل العودة برا إلى الثغرين. وهو الشيء الذي يرفضه هؤلاء، نظرا إلى أنه مرهق صحيا ومكلف ماديا، وفق مصادر من الثغرين.
في هذا الصدد، أعلنت السفارة الفرنسية بالرباط وشركة النقل البحري “بالياريا”، تنظيم خمس رحلات بحرية استثنائية لترحيل المواطنين الفرنسيين العالقين بالمغرب منذ أكثر من 80 يوما انطلاقا من ميناء طنجة المتوسط صوب ميناء مقالة، ابتداء من الخامس من شهر يونيو المقبل.
وسيستفيد من هذه الرحلة، على غرار الفرنسيين، المواطنون الأوربيون، إلى جانب المهاجرين المغاربة المقيمين في مختلف دول الاتحاد الأوروبي. ومن المنتظر أن تخرج الرحلة البحرية الأولى يوم 5 يونيو، وبقية الرحلات أيام السادس والسابع والثامن والتاسع يونيو. علما أن عدد المرحلين في كل رحلة يتراوح ما بين 700 و850 عالقا.
في سياق متصل، كشفت وزارة الخارجية الإسبانية أنها رحلت 10 آلاف عالق إسباني ومقيم بإسبانيا، انطلاقا من المغرب منذ 13 مارس الماضي، برا وجوا وبحرا، مشيرة، كذلك، إلى أن عملية ترحيل العالقين من المغرب لازالت متواصلة. فيما أكدت السفارة الإسبانية بالرباط وشركة النقل “باليياريا”، يوم أول أمس الأربعاء، تنظيم ثلاث رحلات بحرية أخرى يوم أمس الخميس ويومي الثالث والرابع يونيو المقبل، انطلاقا من ميناء طنجة المتوسط صوب ميناء مالقة.
هذا وكانت السلطات الإسبانية نظمت يوم 22 ماي الجاري رحلة بحرية نقلت على إثرها 711 عالقا، من بينهم إسبان ومغاربة، من المغرب إلى مالقة. وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي” أوردت، كذلك، نقلا عن مصادرها، أن 5000 عالق في المغرب تسجلوا للعودة إلى إسبانيا في السفينة التي خرجت يوم أمس من ميناء طنجة إلى مالقة، لكن في النهاية تم ترحيل 870 عالقا نصفهم من المهاجرين، في انتظار ترحيل باقي العالقين في رحلات أخرى استثنائية.
وتابع المصدر ذاته أنه في الوقت الذي لم يُعِد فيه المغرب مواطنيه العالقين بالخارج؛ رُحّل نحو 90 ألف عالق من المغرب منذ 13 مارس الماضي إلى بلدانهم الأصلية أو الإقامة، أغلبهم أوروبيون، لاسيما الفرنسيين والإسبان. مثلا، تم ترحيل البعض منهم في 600 رحلة جوية (طائرة)، 200 منها صوب فرنسا.