إيطاليا تدرس إمكانية السماح للاجئين بالإشتغال
تدرس الحكومة الإيطالية خطة لإلزام المهاجرين واللاجئين بالعمل، أثناء فترة انتظارهم للبت في طلبات اللجوء الخاصة بهم، وسط مخاوف إزاء العدد الكبير من الأشخاص الذين وصلوا من ليبيا على الرغم من فصل الشتاء القارس.
فقد يستغرق دراسة طلب اللجوء في إيطاليا شهورا عديدة وهو ما يدفع بطالبي اللجوء بدخولهم في دوامة من الفراغ بحيث لا يسمح لهم القانون بالعمل إلا بعد أن يتم البت في طلبه.
وغالباً ما ينتهي الأمر بطالبي الجوء إلى الاستغلال. ففي صقلية، يعمل الشباب من غرب إفريقيا في جمع الفاكهة والخضر مقابل مبلغ زهيد، في حين تجبر الفتيات على العمل في الدعارة على جانب الطريق، لسداد الديون التي تراكمت بسبب رحلاتهن خلال الصحراء وعبر البحر المتوسط.
ومن المنتظر أن يتقدم ماركو مينيتي، وزير الداخلية الإيطالي، بخطة إلى البرلمان غداً الأربعاء، التي تقضي بضرورة قيام المهاجرين واللاجئين بعمل « مفيد اجتماعياً » خلال فترة تقييم طلباتهم، وربما كشرط للحصول على المعيشة الأسبوعي، عوض تكفل الحكومة به كما هو الأمر عليه الآن.
وقد لقي اقتراح وزير الداخلية جدلا كبيرا في بلد يعاني من البطالة حيث ترى بعض الاطراف النقابية أن قرار تشغيل اللاجئين قد يؤدي إلى مزيد من البطالة ، وإن كانت نفس الاوساط تنتظر توضيحات الوزير أمام البرلمان وماذا يقصد ب « العمل المفيد اجتماعيا »
بعض اللاجئين يؤدون بالفعل خدمة للمجتمع، مثل كنس الشوارع والحفاظ على المتنزهات والحدائق، ولكن حتى الآن يتم العمل على أساس تطوعي محض.
قال لوكا منيسيني، رئيس بلدية كابانوري، وهي بلدة في توسكانا « إنهم يقومون بتنظيف الحدائق في بلدتنا، مما يساعد على تحقيق الذوق الجيد في المناطق المهملة. كما يمارسون أيضاً الحرف اليدوية، وقد تم بيع منتجاتهم في أسواق عيد الميلاد. سمح هذا للأجانب بالتعرف علينا، وللسكان المحليين بأن يدركوا أن ليس كل المهاجرين يتسكعون في زوايا الشوارع، يتسولون أو يتحدثون عبر الهواتف المحمولة ».
وقال ماتيو بيفوني، رئيس بلدية براتو، التي تقع أيضاً في توسكانا « هذا سيبعث برسالة جيدة للإيطاليين، الذين لا يحبون رؤية المهاجرين عاطلين عن العمل طوال اليوم ».
وتدرس الحكومة محاولة لإيجاد تواصل ما بين المهاجرين، ولا سيما من ذوي المهارات والتخصصات والمؤهلات، مع الشركات التي تحتاج إلى موظفين. كما قررت روما أيضاً زيادة عدد المهاجرين الذين تتم إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية إذا رُفِضَت طلبات لجوئهم.
وتعمل إيطاليا على توقيع معاهدات العودة إلى الوطن، مع العديد من الدول الإفريقية، في مقابل زيادة المساعدات والتنمية في تلك الدول. فالإيطاليون يشعرون بالقلق إزاء العدد الكبير من المهاجرين الذين وصلوا حتى الآن في عام 2017، على الرغم من انخفاض درجات الحرارة وخطورة الإبحار بسبب الأحوال الجوية لفصل الشتاء.
في الـ12 يوماً الأولى من هذا العام، تم إنقاذ 730 مهاجراً في البحر الأبيض المتوسط. ما يقرب من 3 أضعاف العدد الذي وصل في نفس الفترة من العام الماضي.