Take a fresh look at your lifestyle.

الجزء الأول : قصة حزينة لأرملة صغيرة في بلاد المهجر

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هل اخبركم أحد من قبل أن الملائكة قد تعيش وسطنا ويحدث أن يسرع الله في إرجاعها اليه لأن روحها لا تليق بهذه الدنيا المليئة بالاشرار،حدث وصادفني ربي بملاك وقذف في قلبي جملة من المشاعر الصادقة أحيت قلبي بعد الممات،حدث وان صليت صلاة استثقاء(حب) فأهطل الله علي مطرا غزيرا من الحب حتى أغرقني وسقاني ورواني الى حد الشبع،وحدث وان انقطع فجأة دون أن يأخد مقدمات فتحول قلبي الى أرض جرداء قاحلة😢.
13/12/2010 تاريخ لا يمكن نسيانه كنت فتاة في ريعان شبابها مليئة بالحيوية والطاقة والنشاط،أحمل حقائب من الأحلام والامنيات رفقة شريك العمر فكان هذا اليوم نقطة تحول في حياتي كنت اتمنى ان يكون هذا التحول يحمل بين طياته الفرح والسرور لكن شتان بين التمني والواقع.اذكر انه في هذا التاريخ ركبت الطائرة لألتحق بزوجي في مقر سكناه وإقامته كانت رحلة شبه عادية رغم اني لم يسبق لي السفر بالجو لم اكن اعرف ماهو الخوف وما هو الشعور به ممكن لان قلبي مليء بالحب والفرح فلم يكن متسع فيه لأي شعور سلبي ممكن ان يعكر صفو اللحظة.عند وصولي إلى الديار الإيطالية وجدت زوجي في استقبالي ياله من شعور وياله من احساس جميل ان تجتمع بنصفك الاخر بعد اخد ورد ورفض من الأقرباء المقربين لينتصر الحب في الأخير.
خلال هذا التاريخ وضعت قدمي ولأول مرة في هذا البلد الذي لم يكن الحظ فيه من نصيبي أبدا😢تعرفت على المدينة التي كانت مضيئة بالأنوار تمهيدا لاحتفالات عيد المسيح وراس السنة فتخيلت للحظة أنها أقيمت من أجلي احتفاء بوصولي والتحاقي بشريك العمر🙈،في هذا التاريخ ايضا تعرفت على منزلي الذي مجرد ما وطأت قدمي فيه أحببته من الوهلة الأولى كان منزلا مليئا بالحب والحنان والعطف والرحمة والمودة كل هذا لم يدم طويلا ففي رمشة عين انتقلت من حال الى حال والحمد لله على كل حال
بعد شهرين و أسبوع بالضبط بعد قدومي الي ايطاليا وبالضبط في شهر فبراير الذي يجمع اهم متناقضين في حياتي ففيه عقد قراني(شهر فبراير 2010 تاريخ عقد القران)كما أنه الشهر الذي استيقظت فيه على زلزال رحيل زوجي،أتذكر ذلك اليوم المشؤوم الذي خرج فيه ولم يعد أتذكر وداعه الأخير وكأنه أحس بموعد الرحيل لو كنت أعلم لما تركته يذهب إلى العمل في ذلك اليوم لو كنت أعلم لتوسلت الى رب العالمين بجعل يومي قبل يومه لإيماني بكون الدعاء يغير القدر.
ذهب زوجي فتحولت من فتاة الى أرملة حامل في شهرها الأول ذهبت إلى المغرب بعد اسبوع من الإجراءات القانونية الخاصة بالدفن تحت اشراف أصدقائه الذين وكما هومعروف عندنا نحن المغاربة في الاول الكل يكون لطيف لكن بعد ذلك يصبح الطمع بجل أنواعه هو سيد الموقف وهذا ما حصل لي لاحقا فكانت من أصعب الأيام التي مرت في حياتي حيت لم يخطر بذهني يوما ان يكون اول سفر بيني وبين زوجي سيكون في نعشه وانا بين الركاب وصلنا إلى المغرب تحت أجواء جد حزينة حيت الصدمة تلقاها الكل سواء من القريب او البعيد مرت أجواء الجنازة كما هو معروف عند المغاربة بكاء ونحيب لتختتم بمالذ وطاب من الاكل والمشروبات لتلخص المتل المغربي المعروف (كية اللي عطى خدو للتراب)كانت علاقتي بأهله جد ممتازة غير ان أصحاب الحسنات بمفهومها العكسي قاموا بالواجب وزيادة بحكم ان زوجي توفي بحادت سير فأصبح موضوع الدية هو السائد في ذلك الوقت على العموم قاموا بتوكيل لاحد معارفهم للنيابة عليهم في الاجراءات القانونية.مكت في المغرب قرابة 3 شهور ليكون اختياري للرجوع إلى ايطاليا وياليتني ما قمت بهذا الاختيار أبدا يا ليتني استقريت في المغرب على الاقل لخصت أياما واعواما من الحزن والقلق الذي لعب على نفسيتي الآن.
عدت إلى ايطاليا فكان اختيار غير صائب ولا زلت ادفع تمنه الى لحظة كتابتي لهذه السطور عدت فلم أجد زوجي عند استقبالي في المطار كلما سافرت جوا احسست بالرعب والخوف ممكن من المجهول،المدينة التي شهدت احلى ايام عمري انتقلت منها والبيت الذي شهد أولى ايام حبنا وعشقنا أصبحت أحس بالاختناق فيه فكان تركه هو الحل الصعب بالنسبة الي فكان ماكان.
مرت شهور الحمل التي قضيتها باللباس الأبيض الذي كان اشهارا لي اكتر من ماهو وقار،الحمل الذي لم أعرف فيه وحما ولا شيئا من هذا القبيل،الحمل الذي لم أحس يوما بالفرحة فيه،الحمل الذي جاء في ظروف جد حساسة المهم كان تشبت ابنتي في الحياة شيئا غير عادي فرغم المطبات والعواصف التي عايشتها من انعدام اللغة والتعايش مع اناس غرباء واختلاف الجو الى غير ذلك لم يكن له تأثير عليها بالعكس فقد خرجت قبل الأوان من موعد ولادتها وكأنها فرحة بالعيش في هذه الحياة.
عند ولادة ابنتي تحولت من فتاة الى أرملة تفكر في مصير ومصلحة طفلتها بدون مساعدة أحد أغلب الناس يقولون مرت سبع سنين كلمح البصر لكن انا من احسست ببطء الأيام فيها انا من احسست بتوقف اللحظات فيها يوم اختيار اسم لطفلتي وحدي يوم ما اذنت لها في اذنها وحدي يوم زحفها على الأرض ويوم قيامها بخطواتها الاولى يوم نطقها كلمة ماما والسؤال لماذا ليس معي والدي توقفت ايضا دخولها إلى الروض وهذه السنة الى المدرسة فلم يكن هناك من يشاركني تربيتها توقف الزمن ايضا لحظة مرضها في الليل وانا لوحدي معها مؤمنة بأن الله لن يتخلى عنا وتوقف ايضا يوم حضوري لاجتماعات المدرسة وحفلاتها وأنشطتها لوحدي وتوقف ويتوقف اذا مازال في العمر بقية.
قرابة السبع سنين على رحيل زوجي سبع سنين غيرت الكتير والكثير من الأشياء سبع سنين جعلت الكتيرين يتدخلون في حياتي منهم من ينظر إلي بنظرة فضول ومنهم من ينظر بنظرة شفقة سبع سنين أتارت الغبار عن كتير من الأشياء ابتداء من اقرب المقربين وصولا إلى الجزار الذي أراد أن يساومني بكيلو لحم تخفيض تحية اليه اذا كان في هذه المجموعة لأنه بصراحة لخص علي الكتير لأعرف ان بعض العينات من الذكور الذين بمجرد ما يرون امرأة لوحدها يسعون إلى نهش لحمها لكن الحمد لله الذي سترته كافية لي ولابنتي.
في الختام اعتذر عن الاطالة واحب ان اقول لكم انه رغم هذه الجريدة فقد اختصرت الكتير من الاحدات وقد مررت على البعض منها مرور الكرام شكرا لكل من قرأ اسطري بقلبه قبل عينيه.

يتبع ……


شاهد أيضا