الجزء الأول : لم أجد من يساعدني في غربتي فضاع حلمي ( غريبة وسط أبناء بلدي )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، سأروي لكم قصتي مع الغربة …
أختكم في الله ،بنت مغربية من عائلة فقيرة يتيمة الأب ، كنت أقطن رفقة أمي و إخوتي وأنا أكبرهم سنا ، لم نكن نملك بعد فقدان الأب سوى قوت يومنا ،كانت تعمل أمي كبائعة للخبز الذي تعده في البيت لسد حاجياتنا اليومية و كنت أساعدها بدوري لكي أحصل على حصة خاصة لي أوفرها لأكمل بها دراستي فرغم الفقر ومصاريف الدراسة لم أفكر يوما في الإنقطاع عنها لأنها النافذة الوحيدة التي كنت أحلم من خلالها بغذ أفضل لي و لعائلتي ….
مرت الأيام و الحمد لله أتممت دراستي وتخرجت لكني لم أحظى بفرصة العمل التي كنت أحلم بها ، حتى صادفت مرة جارة لنا خلال حديثنا معها فأخبرتني أن ابنها يبيع كنطرات لإيطاليا ، فكرت في أن أحظى بواحدة منها طمعا في حياة أفضل ، اقترضت المال من العائلة و الجيران حتى أتممت المبلغ ،ودعت أسرتي .. لا تبكي أمي ..أعدكم بأن أعود و معي من المال ما يغير عيشتنا ..
سافرت و الفرحة تغمرني أبتسم لوحدي من شدة الفرح لأني سأحط قدمي بايطاليا سأمحي كل ما قاسايناه من فقر من معاناة من حزن ..
وصلت إلى إيطاليا و وجدت قريبة لجارتنا بانتظاري ، أخذتني معها حيث تقطن رفقة زوجها و ابنيها، مرت سبعة أيام و أنا معهم لكني أحسست أن الزوج غير راضٍ ببقاء عندهم كنت أسمع صوتهم يتعالى أحيانا و هم يتحدثون في البيت و يذكرون اسمي خلال حديثهم ، المهم أدركت أنهم لا يرغبون في مكوثي عندهم ، لكن رغم عزة نفسي تعاملت كأني لم أفهم شيئا لأن لا مكان لي أذهب إليه غيرهم ، وبعد أيام قليلة أخبرتني السيدة التي أقطن عندها أنهم سيذهبون هي و زوجها و ابنيها في زيارة للمغرب فماكان عليا إلا أن حملت أغراضي و خرجت و الدموع تملأ عيني بعدما وضعت في يدي 50 يورو ؛
لا ألومها إن كذبت علي ، على كل حال فقد استضافتني على قدر ما تحملته هي و زوجها …
لا أدري أين أذهب لا لغة لا عائلة لا أصحاب … بقيت أمشي و الدموع تنهار على وجهي نمت ليلتها جالسة على كرسي حديقة و أنا أرتعش بردا وخوفا عندها أحسست بطعم الغربة المر والذي لم أحسبه مرا يوما !!
يتبع …………