المطبخ المغربي الغني بأطباقه ونكهاته والأشهر عالميا حاضرا في إيطاليا خلال شهر رمضان
تمكن المطبخ المغربي، الغني بأطباقه ونكهاته، من فرض نفسه حتى في الدول التي يتمتع مطبخها بسمعة عالمية، مثل إيطاليا.
في شهر رمضان المبارك، يبلغ الإقبال على ثقافة المطبخ المغربي ذروته في إيطاليا، حيث النكهات الرمضانية المغربية حاضرة بقوة في كل مكان، من المطاعم التقليدية، إلى المأكولات المغربية في الشارع، وحتى المنتجات المحلية في الأسواق.
في مدينة بولونيا، مهد المعكرونة الإيطالية، يتمتع سكان وزوار هذه المدينة التاريخية بنكهات مغربية أصيلة، خاصة بوجود مطعم مغربي بات شهيرا في المنطقة والذي يكون ممتلئا عن آخره خلال أمسيات الشهر الفضيل.
يقول صاحب المطعم المغربي”سعيد” الذي ينحدر من مدينة الدار البيضاء ويعيش منذ 30 عاما في إيطاليا:“من أجل وجبة الإفطار أو العشاء، يأتي العديد من المغاربة من جميع أنحاء إيطاليا إلى المطعم، من أجل الاستمتاع بنكهات وجو المغرب”.
ولا يتردد هذا المغربي الذي يهوى المزج بين ما هو تقليدي وعصري، في ابتكار وصفات والجمع بين النكهات المغربية والإيطالية.
يقول سعيد في هذا الصدد:“نحاول مزج نكهات البلدين لإرضاء أذواق الزبناء الإيطاليين، الذين يأتون بمفردهم أو بصحبة أصدقائهم المغاربة، الذين غالبا ما يغتنمون مناسبة رمضان لدعوتهم حول مائدة مغرية خارج ما يعرفونه في صقلية أو سردينيا”، مشيرا إلى أن يتم تقديم “بريوات الفستق”، وهي النكهة الشعبية للحلويات الإيطالية.
وعلى بعد أكثر من 500 كيلومتر من بولونيا، نجد مطعم الوجبات الخفيفة لـ “با بوشعيب”، الذي يعتبر ملاذا لغالبية أفراد الجالية المغربية في مدينة نابولي جنوب إيطاليا، وكذلك لمختلف الجاليات العربية بالمدينة.
يختص مطعم “با بوشعيب” في الأكلات التي تشتهر بها الشوارع المغربية لتصل إلى إيدي الجالية في إيطاليا خاصة في شهر الصيام.
وأمام متجره الصغير، هناك دائما حشدا كثيفا. ويقول “رفيق” وهو شاب مغربي عازب يعيش في إيطاليا منذ سبع سنوات، إن “ما يشتهر به هذا المطعم هو طبق المعقودة (كرات البطاطس المهروسة) والحريرة واللحم المشوي والرايب، ولا يوجد مثيل لهما في إيطاليا”.
وبحثا عن نكهات ودفء الوطن، يأتي هذا الشاب الثلاثيني يوميا خلال شهر رمضان إلى هذه “الذكرى الشعبية الحية” للمغرب على بعد دقائق قليلة من محطة القطار بنابولي.
ومن الجنوب إلى الشمال، تمتد هذه الذاكرة وتتجدد في العديد من الأسواق في إيطاليا التي تضم أكثر من 430 ألف مغربي، من قبيل سوق “بالارو”، أكبر سوق بالمدينة القديمة لباليرمو أو “بورتا بالازو” في تورينو، أكبر سوق في أوروبا، حيث لا يختلف جو الشهر المبارك عن أجواء الأسواق المغربية.
وبالإضافة للمحلات التجارية الشعبية، فإن نكهات ومكونات المائدة الرمضانية المغربية تتواجد على رفوف الأسواق التجارية الأكثر حداثة في إيطاليا، من “الليمون المخلل” (المصير) إلى اللحوم المجففة القادمة من مدينة فاس، أو التمر المغربي فضلا عن “زعفران تالوين”، وهي منتجات مغربية لا تتردد المحال التجارية الإيطالية في عرض تخفيضات على هذه المنتجات الرمضانية.
وهو عمل تسويقي لاستقطاب الجالية المغربية، و العربية والمسلمة بشكل عام، ولكن أيضا يستهدف السكان المحليين الذين يقبلون بكثرة على المنتجات المحلية للمغرب، خاصة في شهر رمضان.