المغترب ورمضان، بين تقاليد البلد الأم وعادات الاغتراب
يعاني المغترب بشكل مباشر أو غير مباشر من الحنين إلى الوطن الأمّ وإلى مسائل عديدة تربطه بوطنه ولربّما يصبح هذا الرابط أقوى في فترة الأعياد منها مثلاً خلال شهر رمضان. فكيف يوفّق المغترب العربي ما بين تقاليد بلده وعادات بلد الاغتراب؟
إنّ الفرد وإن ترك بلده فهو بالتأكيد لم يترك مبادئه، وإن تأقلم بعادات بلد المهجر، لا سيّما الدول الأجنبية، فهو لم ينسى أسس ثابتة في حياته. وفي كلتا الحالتين، وممّا لا شكّ فيه أنّ النمط الذي نعيشه في بلاد الاغتراب مهما كان قريباً أو بعيداً عن النمط الخاص بنا فهو لا يستطيع أن يبعدنا عن رمزية العيد وكأنّ الشخص يستعيد جذوره من جديد خلال هذه الفترة وإن تحوّل البعض عن بعض الطقوس الخاصة بهذا الشهر لسبب أو لآخر، فإنّ البعض الآخر يجد في زمن رمضان فرصة لاستعادة ذكريات خاصة سواء دينية، عائلية وحتى اجتماعيّة تكاد تكون إلى حدّ ما قد أُهمِلت في وقت ما نتيجة للظروف التي تفرضها الغربة وظروف الدراسة أو العمل وغيرها من انشغالات الحياة اليومية في بلاد الاغتراب والتي لا يعرفها سوى المغترب نفسه.