اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين بزعامة ميلوني نحو فوز سهل في الانتخابات التشريعية الايطالية
ترتفع آمال اليمين المتطرف الإيطالي المعادي للمهاجرين في الفوز غدا الأحد في الانتخابات التشريعية، وأن تصبح “جورجيا ميلوني” زعيمة حزب “أخوة إيطاليا” ذي الجذور الفاشية أول امرأة تتولى رئاسة حكومة يمينية متشددة غير مسبوقة في البلاد.
وترجح الاستطلاعات حصول “أخوة ايطاليا” على ما يتراوح بين 24% و25% من الأصوات، مقابل بين 21% و23% للحزب الديمقراطي، وبين 13% و15% لـ”حركة 5 نجوم” الشعبوية.
قادة الأحزاب السياسية الرئيسية بذلوا كل ما بوسعهم الجمعة في آخر محاولات لاستقطاب مقترعين خلال تجمعاتهم الانتخابية الأخيرة قبل الصمت الانتخابي الذي بدأ الجمعة عند العاشرة مساء بتوقيت غرينتش، ويستمر حتى إغلاق صناديق الاقتراع الأحد.
وكان حليفها زعيم حزب “الرابطة” المناهض للهجرة “ماتيو” سالفيني طالب “باعتذار أو باستقالة” رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير” لاين بعدما هددت الخميس في الولايات المتحدة بعقوبات ضد إيطاليا في حال انتهكت المبادئ الديمقراطية للاتحاد الأوروبي.
ويمكن الاستناد إلى آخر الاستطلاعات التي نشرت لتوقع نسب الفوز في الانتخابات التشريعية، علما أن إجراء الاستطلاعات يتوقف في الأسبوعين السابقيْن للاقتراع.
وقد يتجاوز الامتناع عن التصويت 30% في هذه الانتخابات، وفقا للمحللين، وهو رقم مرتفع لإيطاليا.
يتابع الاتحاد الأوروبي الانتخابات التشريعية الإيطالية عن كثب، خصوصا في ظل التعاطي الحساس مع العقوبات المفروضة على موسكو، مع احتمال ولادة خلافات بين المفوضية الأوروبية والحكومة إذا كانت محافظة.
وحافظت روما عبر التاريخ على علاقات ودية مع موسكو، لكنها بقيت متضامنة مع حلف شمال الأطلسي “ناتو” منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في ظل حكومة ماريو دراغي.
وأثار الشريك الثالث في الائتلاف اليميني “سيلفيو بيرلوسكوني” جدلا عندما قال مساء الخميس إن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” تم “دفعه” من قبل شعبه لغزو أوكرانيا، لكنه عاد الجمعة لتأكيد “ولائه المطلق” لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
وحين كان “بيرلوسكوني” رئيسا للحكومة الإيطالية، كان يعامل “بوتين” كصديق لدرجة أنه استضافه في قصره في سردينيا، كما ذهب معه إلى شبه جزيرة القرم بعدما ضمتها موسكو في العام 2014.
“ماتيو سالفيني” يضغط من جهته باتجاه تخفيف العقوبات المفروضة على موسكو، معتبرا إياها غير فعالة وذات نتائج عكسية، لكنه يرى أيضا أن الغزو الروسي لأوكرانيا “غير مبرر”.
أما “جورجيا ميلوني”، فاتخذت مواقف واضحة بشأن دعم أوكرانيا والعقوبات على موسكو وتزويد كييف بأسلحة، وفي وعود “ميلوني” بالتعاون تهديدات مستترة، وقالت “نريد إيطاليا قوية وجدية ومحترمة على الساحة الدولية”.
ووعد ائتلاف اليمين واليمين المتطرف أن يفي بالتزاماته الأوروبية، وتراجعت “ميلوني” بشكل رسمي عن مشروعها بإخراج إيطاليا من منطقة اليورو، لكن تبقى المخاوف قائمة خصوصا مع إعادة تأكيد دعمها للنظام المجري بقيادة القومي المتطرف فيكتور أوربان.
وتدعو “ميلوني” إلى إعادة التفاوض بشأن خطة الإنعاش الإيطالية بعد الجائحة التي خصص الاتحاد الأوروبي نحو 200 مليار يورو لتمويلها لمراعاة الارتفاع في تكاليف الطاقة في أعقاب الحرب في أوكرانيا.
غير أن منح إيطاليا تمويلا أوروبيا مشروط بسلسلة من الإصلاحات احترمت حكومة دراغي بدقة إدخالها حيز التنفيذ، لكن تبدو حاليا معرضة للخطر.
وتعتبر “ميلوني”، في حال فوزها، أن “الحفلة بالنسبة لأوروبا ستنتهي” وستبدأ إيطاليا “بالدفاع عن مصالحها الوطنية كما يفعل الآخرون”.