أعلن طبيب مغربي شاب عودته من فرنسا حيث يعمل في القطاع الخاص ، إلى أرض الوطن للمساهمة في مكافحة جائحة كورونا في ظل النقص الحاد في الأطر الطبية.
و كتب الطبيب أشرف السكري على صفحته الفايسبوكية يقول : ” بالرغم من أنني و الحمد لله أشتغل بفرنسا بالقطاع الخاص و بأجر شهري قد يناهز 10 اضعاف ما يتقاضاه الطبيب المغربي في القطاع العام، إلا أنه و أمام النقص الحاد لأطباء المغرب و أمام الظرفية التي يعيشها المغرب بسبب جائحة كوفيد، قررت توقيف عقدي بفرنسا و اجتياز مباراة توظيف أطباء القطاع العام بالمغرب”.
و أضاف : ” المؤسف في الأمر أنه تقدم 158 طبيبا فقط لاجتياز مباراة توظيف 299 منصبا بوزارة الصحة، وهو ما يدل على الخصاص المهول الذي تنبه إليه منظمة الصحة العالمية سلطات المغرب، ضربة جديدة لوزارة الصحة لكي تعلم ان القطاع لم يعد يغري الاطباء و يتوجب عليها الاستجابة للمطالب و تحسين ظروف العمل”.
خطوة الطبيب المغربي الشاب تأتي بعدما لم يستجب لإعلان وزارة الصحة ، المتعلق بتوظيف 299 طبيباً في القطاع العام سوى 158 حسب ما أسفرت عنه نتائج الانتقاء الأولي لمباراة توظيف 299 طبيب تخصص طب عام من الدرجة الأولى.
مهنيون قالوا أن القطاع الصحي العام لم يعد يغري الأطباء ، رغم أنه يحتاج لقرابة 10 آلاف منصب شغل حالياً و في ظل الأزمة الصحية الحالية التي يمر منها المغرب.
و ذكروا في تدوينات على مواقع التواصل الإجتماعي ، أن القطاع العمومي برمته أصبح غير مغريا “في ظل مشروع خوصصته وتهيئ ذلك بضرب الخدمات العمومية وجودتها”، مشيرين إلى أنه يكفي إلقاء نظرة على ميزانية وزارة الصحة من الناتج الداخلي الخام ومقارنتها بدول أخرى نامية كتونس على سبيل المثال.
و تسائلوا : “كيف يعقل أن تخصص لبرلماني لم يحصل حتى على شهادة إعدادية أجرا يفوق أجر طبيب حاصل على دكتوراة يفوقه بأربع مرات” ، مسجلين تخوفهم من أن تستغل وزارة الصحة ضعف الإقبال على مباريات التوظيف في القطاع العمومي لخوصصة القطاع بذريعة ” الاطباء مبغاوش يخدمو فالقطاع العمومي”.
و اعتبروا أن الحل يكمن في إيجاد الحلول الحقيقية لقطاع الصحة ببلادنا سواء ما يخص التسيير ( تحقيق مطالب الاطباء) أو ما يخص التجهيز (اصلاح البنايات وتوفير التجهيزات والأدوية الضرورية ).
من جهة أخرى يرى طلبة للطب أن كليات الطب غير موزعة بشكل عادل في كافة التراب الوطني و ليست في متناول أبناء الفقراء الذين يكدون و يشتغلون و يضحون و في جميع الظروف.