غضب شديد ذلك الذي اجتاح المغاربة عقب مشاهدتهم لمئات المواطنين وهم يخرجون في مسيرات ليلية جابت بعض شوارع طنجة وتطوان وفاس وسلا وغيرها، حيث تعالت الأصوات المطالبة بتدخل فوري للقوات المسلحة الملكية من أجل فرض حظر للتجول الإجباري بعدما فشلت تدابير حالة الطوارئ الصحية في كبح جماح المتهورين.
ما وقع يوم أمس أقل ما يقال عنه أنه وصمة عار في جبين من شاركوا في تلك المهزلة، والمغاربة عموما، ستتناقلها وسائل الإعلام العالمية وسنصبح نكتة تتداولها الألسن، فعلى من شاركوا فيها أن يدركوا جيدا أنهم أساؤوا كثيرا للإسلام والمسلمين بتصرفهم الجاهل والأرعن، حيث أظهروا ديننا الحنيف وكأنه دين خرافات لا يؤمن بالعلم، فذكر الله والتضرع له لا يحتاج إلى مسيرة تجوب الشوارع أو تهليل من فوق الأسطح، ضاربين بعرض الحائط كل التحذيرات الصحية، ومعرضين حياة الآلاف لخطر حقيقي.
الانفلات الذي وقع ليلة أمس يجب أن يكون نقطة تحول كبرى في مسار مواجهة فيروس كورونا بالمغرب، فبعدما تبين مدى الجهل المستشري في مجتمعنا، بات على الحكومة أن تسارع إلى حماية القلة العاقلة التي تعمل ما في وسعها لمواجهة الوباء، من خطر الجهل الذي يعشش في عقول أمثال من شاركوا في “مسيرات العار”، ومن لازالوا يتجولون في “راس الدرب”، والحل لن يكون سوى نشر الجنود في الشوارع وإعلان حظر التجول منذ اليوم تجنبا لكارثة صحية ستكون مؤكدة.