يثير الارتفاع الملحوظ في عدد الإصابات بفيروس كورونا القلق في أوروبا، وهو الأمر الذي دفع بعض الدول لإعادة فرض بعض التدابير لتفادي موجة ثانية من العدوى به.
بعد تسجيل ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا في الكثير من البلدان الأوروبية، دعا الاتحاد الأوروبي أمس الخميس الدول الأعضاء إلى تشديد القيود »على الفور » في مواجهة بؤر جديدة لوباء كورونا والتصدي لموجة ثانية.
وفق ما أعلن عنه المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها امس الخميس فإن سبع دول أوروبية من بينها إسبانيا »تثير قلقا شديدا » مع احتمال ارتفاع عدد الوفيات فيها جراء مرض كوفيد-19
هذه الدول السبع هي إلى جانب إسبانيا، رومانيا وبلغاريا وكرواتيا والمجر وتشيكيا فضلا عن مالطا.
في تقرير جديد لتقييم المخاطر للوكالة الأوروبية المكلفة بمراقبة انتشار الأوبئة جاء فيه أن مجموعة الدول هذه تُسجل فيها »نسبة أعلى من الحالات الخطرة أو تلك التي تستدعي دخول المستشفيات » مع ارتفاع في مستوى الوفيات »مسجل الآن أو قد يسجل قريبا ».
المفوضة الأوروبية لشؤون الصحة ستيلا كيرياكيدس دعت خلال مؤتمر صحافي جميع « الدول الأعضاء من اتخاذ اجراءات فورية وفي الوقت المناسب مع ظهور أولى المؤشرات إلى بؤر جديدة ».
وأضافت »قد تكون هذه فرصتنا الأخيرة لتجنب تكرار الوضع الذي شهدناه في الربيع الماضي ».
إعادة تشديد القيود
سُجلت حتى الآن في أوروبا أكثر من خمسة ملايين إصابة بفيروس كورونا المستجد.
رغم أن معدل الوفيات لم يعد إلى المستويات التي سُجلت في وقت سابق من هذا العام، إلا أن عدد الإصابات الجديدة ارتفع في الكثير من المناطق وقد بدأت دول عدة إعادة فرض إجراءات إغلاق لوقف انتشار خارج عن السيطرة مجددا.
في إنجلترا تقرر إغلاق جميع المطاعم والحانات على الساعة 10 مساءً.
من جانبه أعلن المستشار النمساوي سباستيان كورتسز عن موسم تزلج بدون حفلات.
في فرنسا تم إغلاق جميع المطاعم في مرسيليا المتضررة بشكل خاص.
في باريس والمدن الفرنسية الكبرى الأخرى، فرض حظر التجول من الساعة 10 مساءً ولأول مرة منذ موجة كورونا الأولى في الربيع تضطر المستشفيات الباريسية إلى إلغاء عمليات ليست ضرورية للغاية.
اعتبارًا من عطلة نهاية الأسبوع، سيتم تأجيل 20 بالمائة من العمليات المخطط لها في السابق، كما أعلنت إدارة مستشفيات المساعدة العامة بباريسAP-HP والسبب يعود إلى الضغط على وحدات العناية المركزة بسبب عدد الإصابات بكورونا الذي يُسجل ارتفاعاً منذ أسابيع.
أما في بلجيكا، خففت الحكومة من الإجراءات على الرغم من ارتفاع أعداد كورونا و قالت رئيسة الوزراء صوفي ويلميس أنه ليس من الضروري فرض ارتداء الكمامة في كل مكان.
في العاصمة بروكسل ، تم تطبيق فرض ارتداء الكمامة حتى الآن في جميع الأوقات وفي جميع الأماكن العامة.
غير أنه اعتباراً من أكتوبر، من المقرر أن يقتصر ارتداءها على الأماكن المزدحمة مثل وسائل النقل العام.
ٌإغلاق ثانٍ في ألمانيا؟
رغم أن التقرير قد أشار إلى استقرار للوضع في البلدان المتبقية، بما في ذلك ألمانيا، إلا أن عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا في ألمانيا ارتفع مجددا خلال الأسبوع الأخير على ألفي حالة إصابة يومياً.
من جهته أعلن معهد »روبرت كوخ » الألماني صباح اليوم أن مكاتب الصحة في ألمانيا سجلت 2143حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد »كوفيد 19″ في غضون 24 ساعة الماضية وكان عدد الإصابات الجديدة قد بلغ 2297 إصابة يوم السبت الماضي، ليتم بذلك تسجيل أعلى عدد حالات إصابة في ألمانيا منذ شهر أبريل الماضي.
من جهة أخرى أثار تصريح سياسي بارز بالحزب المسيحي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا القلق، بعد أن تحدث عن احتمالية حدوث إغلاق ثان بألمانيا.
نوربرت روتغن المرشح لرئاسة الحزب المسيحي الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قال في تصريح له اليوم: « لا يمكن استبعاد أي شيء إذا تعلق الأمر بالاضطرار للسيطرة على هذا الوباء مجددا ».
في المقابل قال عالم الأوبئة الألماني كارل لاوترباخ وهو أيضا سياسي بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم، في وقت سابق إنه لا يتوقع حدوث إغلاق ثان: »احتمالية معايشة إغلاق مرة أخرى كالذي عايشناه قبل بضعة شهور، اعتبرها غير قائمة على الإطلاق ».