رحلة بـ13 ألف درهم والحجز الإلكتروني مستحيل .. العالقون المغاربة في تركيا يتهمون لارام باستغلال مأساتهم
لم يُكتب لتفاؤل المواطنين المغاربة العالقين في تركيا بالبلاغ الحكومي المُعلن عن إطلاق رحلات جوية استثنائية لتمكينهم من العودة إلى بلدهم أن يكتمل، بسبب الأسعار “الفلكية” التي تقترحها شركة الخطوط الملكية المغربية، التي تحتكر إلى غاية اليوم الربط الجوي الاستثنائي بين إسطنبول والدار البيضاء، بالإضافة إلى وجود مشاكل في عمليات الحجز عبر الانترنت، والتي يرى المتضررون منها أن الهدف هو تحميلهم تكاليف إضافية من خلال دفعهم للحجز عبر الوكالات مباشرة.
وتحدث مجموعة من العالقين في تركيا إلى “الصحيفة” بخصوص هذا الموضوع، مؤكدين أن أسعار “لارام” للرحلات الجوية بين المغرب وتركيا التي كانت تنطلق في الأيام العادية من 1200 درهم، وصلت حاليا إلى حوالي 13.000 ألف درهم، على غرار رحلة مبرمجة يوم 17 دجنبر الجاري، مبرزين أن الأسعار تتغير بين دقيقة وأخرى لكنها عموما لا تنزل عن 5000 درهم.
ووفق المصادر نفسها فإن الخطوط الملكية المغربية برمجت في بداية الأمر رحلات خاصة خلال 3 أيام هي 16 و17 و18 دجنبر، وكلها كانت بأسعار مرتفعة ولا تتناسب مع الأسعار التقليدية للرحلات الجوية خلال هذه الفترة من السنة، بل إن رحلات في اليوم نفسه توجد بأسعار مختلفة، على غرار رحلة يوم 17 دجنبر الجاري، والتي عاينت “الصحيفة” تحديد ثمنها في 5671 درهما زوال اليوم الأربعاء وبعدها بربع ساعة ارتفع إلى 8461 درهما، وهي نفسها الرحلة التي كان ثمنها 12.932 درهما قبل يومين.
ويرى المتضررون أن هذا الأمر ينم عن “تلاعب في الأسعار”، فالمنطقي أن ترتفع أسعار الرحلات تدريجيا عند اقتراب موعدها وليس العكس، لكن “الأخطر” بالنسبة لهم هو أن الحجز عن طريق الانترنت متاح “نظريا” فقط لكن “مستحيل” من الناحية العملية، فعندما يلجون موقع الخطوط الملكية المغربية لإتمام اقتناء التذكرة يُخبرهم بوجود عطب تقني يفرض عليهم تكرار المحاولة، وعندما يقومون بذلك يجدون أن الثمن قد ارتفع.
ووفق العالقين فإن السر في ذلك هو دفهم للحجز عن طريق الوكالات، والذي يؤدي إلى رفع سعر التذكرة، المعلومة التي أكدتها عالقتان حجزت كل منهما تذكرتها عن طريق أحد أفراد عائلتها من المغرب لرحلة يوم 16 دجنبر مقابل 9113 درهما، الأمر الذي يرى فيه المعنيون “استغلالا” لوضعيتهم وهم الذين يعيشون وضعا ماديا مُعقدا بسبب اضطرارهم لتحمل تكاليف العيش في تركيا لأسابيع بعد إغلاق المجال الجوي.
ويؤكد بعض العالقين أنه من المستحيل بالنسبة للكثيرين أن يتمكنوا من حجز تذاكر العودة بالأثمنة المطروحة حاليا، إذ إن منهم من اضطر إلى التواصل مع أفراد عائلته من المغرب لتحويل الأموال لهم، أما الأقل حظا فلجؤوا إلى طلب المساعدة أو التسول في الشوارع، علما أن البلاغ الحكومي ينص على أن تكاليف رحلة العودة وفحص PCR ستكون على نفقتهم الخاصة.
وحاولت “الصحيفة” الاستماع إلى وجهة نظر الخطوط الملكية المغربية بخصوص هذه المعطيات، حيث اتصلت بمسؤولي التواصل في الشركة، لكنها لم تلق أي رد.