ردود أفعال متباينة بعد فوز اليمين المتطرف في إيطاليا بين التهنئة والقلق على مستقبل أوروبا
أعلنت الزعيمة اليمينية المتطرفة، جورجيا ميلوني، فوزها بالانتخابات العامة في إيطاليا، لتصبح بذلك أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في تاريخ البلاد.
وبذلك، خرجت إيطاليا من هذه الانتخابات بحكومة يمينية متطرفة جديدة بقيادة المحافظين الرئيسيين جيورجيا ميلوني، رئيسة حزب “إخوان إيطاليا”، التي تبدو هي وحليفها الشعبوي ماتيو سالفيني على استعداد لتحقيق نصر حاسم على يسار الوسط المنقسم بشدة.
وكتبت ميلوني، البالغة من العمر 45 عاما، صباح الأحد على تويتر “في 25 سبتمبر، سنحت لنا فرصة فريدة لإحياء إيطاليا ومنع اليسار من العودة إلى الحكومة بعد سنوات من الكوارث والقيود. نحن مستعدون للقيام بدورنا”.
تهنئة السياسيين
أعربت مارين لوبن، زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا، في تغريدة على تويتر، عن سعادتها بفوز ميلوني قائلة “قرر الشعب الإيطالي أن يأخذ مصيره في يده من خلال انتخاب حكومة وطنية وذات سيادة”.
وأضافت لوبن، التي واجهت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية “تهانينا لجورجيا ميلوني و(زعيم الرابطة) ماتيو سالفيني لمقاومتهما تهديدات الاتحاد الأوروبي المناهض للديمقراطية والمتغطرس بالفوز بهذا النصر العظيم”.
وهنأ بالاز أوربان، المدير السياسي لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، فوز اليمين المتطرف في إيطاليا “في هذه الأوقات الصعبة، نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أصدقاء يتشاركون في رؤية ونهج مشتركين لتحديات أوروبا”.
من جانبه، علق زعيم حزب فوكس الإسباني اليميني المتطرف، سانتياغو أباسكال، على صور تجمعه بجورجيا ميلوني قائلا إنها “أوضحت الطريق لأوروبا حرة وفخورة بها دول ذات سيادة لتكون قادرة على التعاون من أجل الأمن والازدهار للجميع”.
فيما اكتفت رئيسة الوزراء الفرنسية، إليزابيث بورن، بالقول إنها لا تريد التعليق على ” الخيار الديمقراطي للشعب الإيطالي وإن مهمة الرئيس الآن هو تعيين رئيس للوزراء”.
وأضافت في تصريحاتها لإذاعة “إر إم سي” (RMC): “لدينا قيم معينة في أوروبا ومن الواضح أننا سنتوخى الحذر”، مستشهدة بحقوق الإنسان والوصول إلى الإجهاض على وجه الخصوص الذي تعارضه ميلوني بشدة، إضافة إلى محاربة المثلية والدفاع عن الأسرة الطبيعية (رجل وامرأة).
وقد حذر منافسها الرئيسي، رئيس الوزراء السابق إنريكو ليتا وزعيم الحزب الديمقراطي (PD)، في عدد من التصريحات أن مليوني “تشكل تهديدا للإيطاليين”. كما يتهمها منتقدوها اليساريون بالتطرف والتقارب مع الأفكار الفاشية.
تعليقات من العالم العربي
في يونيوز الماضي، قالت جورجيا ميلوني “نعم للعائلة الطبيعية، لا للوبي مجتمع الميم وأيديولوجيا الجندر. نعم للحدود الآمنة وثقافة الحياة، ولا للهجرة الجماعية والعنف الإسلامي. تحيا إيطاليا، وتحيا أوروبا للوطنيين”.
تصريحات كثيرة للمرأة الأكثر جدلا في إيطاليا جعلت العالم العربي يهتم بهذه النتخابات، خاصة وأن ملف الهجرة يقف على مقدمة الأمور التي ستعمل عليها.
ووصف السياسي الفلسطيني، فايز أبو شمالة، رئيس إيطاليا الجديدة بـ”المعجبة بموسيليني”. وتابع أن أوروبا “قلقة من هذا الفوز، والإسرائيليون أيضا”.
فقد انضمت ميلوني إلى حركة شباب الفاشيين، الحركة الاجتماعية الإيطالية، وهي في سن الخامسة عشر فقط. وقد تأسست الحركة الفاشية بعد الحرب العالمية الثانية على يد أنصار الزعيم بينيتو موسوليني.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية، حسني عبيدي، أن سياسة ميلوني تتشابه مع المجري فكتور أوربان فيما يتعلق بـ”كراهية الإسلام والمهاجرين والأقليات وشعبوية محافظة تعود للفاشية”.
من جانبه، قال الكاتب ياسر الغسلان إن فوز جورجينا ميلوني يعني وصول حزب الفاشية الجديدة بعد 100 عام من تاريخ مسيرة دخول موسوليني إلى روما في أكتوبر 1922.
ويمثل فوز اليمين بالانتخابات في إيطاليا، ثالث أكبر اقتصاد في أوروبا، مسألة مقلقة للغاية بسبب معارضتها الواضحة لسياسة الاتحاد الأوروبي وقربها من روسيا، في وقت ما تزال تعاني فيه القارة من تبعات الحرب الروسية على أوكرانيا.