فرنسا تحذر من قطع الكهرباء ساعتين يوميا على المواطنين الشهر المقبل
تستعد معظم دول أوروبا ومن بينها فرنسا لشتاء عصيب على خلفية أزمة الطاقة التي ضربت القارة العجوز بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا.
وحذرت الحكومة الفرنسية أمس الجمعة من احتمال انقطاع الكهرباء إلى فرنسا في يناير المقبل، إذ تحث السكان على الحد من الاستهلاك خلال فصل الشتاء وتسعى لتعويض الواردات من الدول المجاورة عن مشاكل مفاعلاتها النووية.
وقال المتحدث باسم الحكومة أوليفييه فيران لوسائل إعلام محلية :”بما أننا نستبعد خطر انقطاع التيار الكهربائي الكامل، فإننا نعد جميع السيناريوهات لمواجهة جميع المواقف”.
من جانبها، رجحت هيئة تنظيم قطاع الطاقة “آر تي إي” في فرنسا الخميس أن يؤدي نقص إمدادات الكهرباء إلى انقطاع التيار “لبضعة أيام” هذا الشتاء، في الوقت الذي أخطرت فيه الحكومة السلطات المحلية بسبل إدارة الموقف في حال حدوث أي انقطاع محتمل.
ووفقا رئيس الهيئة خافيير بياتشاكزاك فإن “الوضع ينطوي على خطر، لكن لا ينبغي لنا أن نعتقد أن انقطاع التيار الكهربائي أمر لا مفر منه”.
في هذا السياق، نوه بياتشاكزاك خلال مؤتمر صحافي إلى آخر توقعات الهيئة بخصوص إمدادات الكهرباء، والتي سلطت الضوء على مخاطر نقص تلك الإمدادات في يناير المقبل.
وقال موضحا “لدينا اليوم 35 غيغاوات من الطاقة النووية المتاحة، والهدف هو أن نصل إلى 40 و41 غيغاوات بحلول الأول من يناير، وإلى 43 غيغاوات بنهاية الشهر، مقارنة بقدرة إجمالية تبلغ 61”.
ونشرت صحيفة”لو باريزيان الفرنسية” مجموعة من القواعد الجديدة التي سيتم تطبيقها بداية من شهر يناير المقبل، والتي ستنطوي على قطع التيار الكهربائي لمدة لا تزيد عن ساعتين في اليوم.
بحسب الصحيفة فإنه في حال تم قطع التيار الكهربائي ستكون الساعتين بين الثامنة صباحا والواحدة ظهرا أو من السادسة مساءً إلى الثامنة مساءً، على أن يتم إخطار الجميع بذلك قبل قطعها بالفعل، من خلال وسائل الإعلام أو من خلال تطبيقات الحكومة الخاصة بذلك.
الصحيفة أشارت كذلك، إلى أن خدمات الهاتف أيضا ستنقطع وعليه يمكن للمواطنين استخدام رقم 112 للإبلاغ عن حالات الطوارئ.
أما فيما يخص المدارس، فذكرت الصحيفة أنه إذا تم قطع التيار الكهربائي على مدرسة فسيتم إغلاقها تماما في الصباح، على أن يتم إعادة فتحها مرة أخرى بعد الظهيرة.
ورغم ذلك، طمأنت وسائل الإعلام الفرنسية الشعب، بأنه لن يتم قطع التيار الكهربائي في المناطق التي يوجد بها مستشفيات أو محطات المطافئ أو أقسام الشرطة، كونها مناطق حيوية معززة بخدمات إضافية تمنعها من أي انقطاع للتيار الكهربائي.
وفي الأشهر الأخيرة، ركزت استراتيجية حكومة الرئيس الليبرالي إيمانويل ماكرون على دعوة الأفراد والشركات إلى توفير الطاقة، بهدف تقليل الاستهلاك بنسبة 10% في عامين مقارنة بعام 2019.
كما سبق أن أعلنت فرنسا عن مجموعة من الإجراءات منها الحد من التدفئة في المنازل والمكاتب والمدارس، إلى إطفاء الألواح الضوئية في المتاجر ليلا أو المعالم الرئيسية في باريس، من بين أمور أخرى.
ويشير أحدث تقرير صدر الأسبوع الماضي، إلى أن استهلاك الكهرباء كان أقل بنسبة 6.7% الأسبوع الماضي مقارنة بالمتوسط من 2014 إلى 2019، وهو انخفاض “يتركز في القطاع الصناعي”، لكنه أقل في المنازل وفي قطاع الخدمات.
وعلى الرغم من رفض المتحدث الرسمي للحكومة الفرنسية الإعلان عن انقطاع التيار الكهربائي بالفعل، إلا أن الحكومة تتوقع أن يؤثر ذلك على 60% من السكان ، وتقوم بوضع اللمسات الأخيرة على تعميم لحكام المناطق لبدء إعدادهم.
جدير بالذكر أنه منذ العام 1981، كانت فرنسا دائما مصدرا صافيا لتصدير الكهرباء إلى جيرانها، خصوصا بفضل محطّات الطاقة النووية التي تغطّي أكثر من 60 %من إنتاج الكهرباء في البلاد.
لكن بسبب أدنى مستوى لإنتاج الكهرباء النووية باتت فرنسا مستوردا صافيا للكهرباء للمرة الأولى منذ 42 عاما.
ومنذ مطلع العام الجاري، استوردت فرنسا كهرباء أكثر مما صدرت لأن حوالى نصف منشآتها النووية لم تعد متوفرة بسبب الصيانة المجدولة، وأيضا المطوّلة في بعض الأحيان، أو بسبب مشاكل التآكل.