مثقفون يكشفون أسباب تلطيخ صورة المغاربة بإيطاليا
شهد رحاب جامعة فيرارا بإيطاليا، بداية الأسبوع الجاري، تنظيم ندوة تحت عنوان “عين على الإعلام”، سلط فيها مجموعة من الباحثين، بينهم طلبة مغاربة، الضوء على تناول الإعلام الإيطالي لمجموعة من الأخبار التي يكون موضوعها شخص أجنبي مقيم فوق التراب الإيطالي. والتمييز الذي يتعرض له المغاربة والأجانب عموماً، في الإعلام.
ويمكن لأي مستعمل للأنترنيت، أن يلاحظ أنه عندما يبحث عن كلمة “Marocchino” أي “مغربي” في محرك البحث العالمي “غوغل” بنسخته الإيطالية، فأول ما يصادفه رابط لقهوة إيطالية شهيرة تحمل اسماً مغربيا. ثم مجموعة من الصور، أولها المشروب المذكور، ثم صور مغاربة مبحوث عنهم، أو مدانين، أو يتم التحقيق معهم في جرائم السرقة والقتل والإرهاب كذا المتاجرة في المخدرات، والاغتصاب، وغيرها من الجرائم.
وعندما تتعمق وتدخل لتصفح المزيد من هذه الصور، تندهش، وتكتشف مئات منها تعود لمجرمين أو مسجونين أو لصوص كلهم من جنسية مغربية، وينبغي أن تتجول بفأرة الحاسوب كثيراً، قبل أن تعثر على أول صورة يصطادها محرك البحث لمغربي يشكل استثناءً بين كل هؤلاء، وهو البرلماني الإيطالي من أصل مغربي، خالد شوقي.
على العكس من هذا، حين تبحث على كلمة “Italiano” أي “إيطالي”، فإن محرك البحث يحيلك على البيتزا واللغة الإيطالية والعلم الإيطالي وبرج بيزا وغيرها من المآثر التاريخية الإيطالية.
وحاول المحاضرون في الندوة، ملامسة هذا التمييز، وما الذي يكرسه، وركزوا على كون الإعلام الإيطالي له دور في ذلك. إذ أن أي مرتكب جريمة مثلاً، عندما يكون أجنبياً، يعرّفه الإعلام من خلال جنسيته، بينما حينما يتعلق الأمر بإيطالي، فإنها تعرّفه بناء على مهنته أو سنه.
والشائع في التلفزة والجرائد هو “الجريمة نفذها كهربائي يبلغ من العمر ..” عندما يتعلق الأمر بإيطالي، حين يكون المذنب مغربياً، تصبح العبارة “الجريمة نفذها مهاجر مغربي..”.
ودعا الأستاذ الجامعي بجامعة فيرارا، جوزيبي سكاندورا، خلال مداخلته إلى ضرورة التوعية، لتجنُب هذا المنزلق، وقال بهذا الصدد: “صحيح أن الإشارة إلى جنسية مرتكب الجريمة يُمكِّن الجريدة من بيع نسخ إضافية، لكن يجب العمل على نشر الوعي للتضييق على هذا التضليل الذي يمارسه الإعلام”.
وخلصت الندوة، إلى أنه قد يكون للإعلام دور في تلطيخ صورة مغاربة إيطاليا، وتقديمهم على أن غالبيتهم مجرمون، لكن أشارت أيضاً إلى أن المغاربة لهم دورهم في تلطيخ صورتهم، إذ أن احصائيات عدد السجناء المغاربة تؤكد ذلك، فهم يحتلون المرتبة الأولى بين السجناء الأجانب في إيطاليا بما يناهز 5 آلاف سجين.