مهاجرين مغاربة أصبحوا اليوم كبار السن في بلد كان يجب أن يكون مجرد محطة عبور
روبرطاج مؤثر جداً بصحيفة VolksKrant الهولندية، ترجمه جزئياً إلى العربية محمد بوتخريت:
هؤلاء اصبحوا اليوم من كبار السن في بلد كان يجب أن يكون مجرد محطة عبور ليس إلاَّ.
العديد من هؤلاء تقاعدوا ، هم اليوم يتحسرون على الأيام الخوالى، ويبكون حزناً وحرقة على أحوالهم المتردية ، يعيشون ظروفا مالية صعبة .
أشخاص يعانون من حالات صحية سيئة، و أحيانا من عاهات جسدية أو اضطرابات نفسية..يعانون من الشعور بالوحدة و الاغتراب والاكتئاب.. انهم لا يحصلون على الرعاية التي يحتاجونها.
رحمة ، هي واحدة من بين العديد من المغاربة الهولنديين الذين أصبحوا اليوم من كبار السن في البلاد ، البلاد التي كانوا يعتقدون انها مجرد محطة للعبور فقط .
على الطاولة أمامها هاتفين محمولين … واحد للمكالمات داخل هولندا و الآخر للمغرب ، عالمان في متناول اليد .
تعيش رحمة في شقة في الطابق السادس. كل هذا العُلو و الارتفاع ، والنوافذ المغلقة ، لا تسمع أي حركة مرور ، ولا أصوات المارة في الشارع… الشيء الوحيد الذي تسمعه في شقتها ليلا ونهارا هو دقات وأجراس مجموعة من الساعات الحائطية التي تملأ البيت .
هي الآن في 84 سنة من عمرها. زوجها متوفى ، وهي التي لا يمكنها ترك باب البيت بدون مساعدة ..
تتوسط الغرفة طاولة مليئة بالأدوية: أجهزة الاستنشاق ، إبر السكري …. صيدلية مصغرة كاملة.
بشكل ملحوظ يتزايد عدد كبار السن في المجتمع…ما يقارب الخمسين ألفاً من هؤلاء أصبحوا الآن متقاعدين ، والعدد سيكبر أكثر بكثير في السنوات القادمة..أكثر من مائة ألف هم الآن بين ال: 50 و 65 سنة .
جيل جديد في طريقه ليصبح كبيرا في العمر، ولديه تقييمات اخرى واخرى…مغايرة جدا..
ومشكلة هؤلاء لا تكمن فقط في تقدم العمر، بل كذلك من خوفهم من ان يكونوا فاقدين لاستقلاليتهم ، ينتابهم قلق قاتل من ان يصبحوا معتمدين على الآخرين، والإشكال الاكبر هو انهم لا يحصلون على الرعاية التي يحتاجونها في هذا البلد….