هكذا تحولت القرية السياحية سيدي رحال الشاطئ إلى مرتع خصب للبغال والحمير والكلاب الضالة
قد يصادف الزائر والمقيم بالليل كما النهار، بجنبات ومحيط أي مكان أو مدار طرقي، بالقرية السياحية سيدي رحال الشاطئ، كلبا ضالا أو بغلا تائها، أو عربة يجرها حمار، وأنت والسيارات تتفادى سائق العربة أو ” الكارو “، وقد فقد سيطرته على الحمار أو البغل، الذي يجر تلكم العربة، وقد تصادف قطيعا من الكلاب الضالة، وأنت في طريقك إلى قضاء حاجة من حاجياتك، قد يحدث هذا وأنت في قرية سياحية، تحصلت على اللواء الأزرق يوم أمس السبت، الموافق لـ27 يوليوز من السنة الجارية للمرة السابعة تواليا.
نعم بهذه القرية السياحية، التي يغلب عليها طابع الترييف، يمكنك سماع صياح الديكة قبل صلاة الفجر وبعدها، وتسمع نباح الكلاب غير المحروسة طيلة الليل، كما تسمع ثغاء الغنم في سطح منزل مجاور، وقد تصادف قطيعا منها وأنت في طريقك إلى عملك، نعم أضحى من الطبيعي جدا بأن يحدث كل هذا وأنت في قرية سياحية، فرض عليها المسؤولين المحليين والإقليميين بأن تكون سياحية.
مظاهر كثيرة و تصرفات غريبة غير مقبولة، لا زالت تؤثث فضاءات القرية السياحية سيدي رحال الشاطئ، أو بالأحرى القرية التي فرض عليها بأن تكون سياحية، للأنها كانت ولم تزل، تكتسي طابع الترييف بعيدة عن التحضر والتمدن، فهناك من يصر على تربية الدواجن في سطح منزله، ومن يتجاوز الدواجن ليربي ماشية من المواشي الأليفة، يطعمها بالخبز اليابس وقشور الخضروات، كما أن أغلبية الحمير والبغال والدواب، التي تجوب الشوارع الرئيسية والأزقة والأحياء المصنفة، هي لأصحاب العربات، التي تستعمل في نقل البضائع كالخضر أو نقل مواد البناء، غير أن أصحابها بمجرد أن ينتهوا منها، يطلقون سراحها فتهيج طليقة حرة بدون قيود، تقطع الشوارع غير آبهة بمنبهات السيارات، هدفها الوحيد أن تجد ما ترعاه، فيكون مكانها المفضل الحدائق العمومية، ثم الحاويات والقمامات، حيث تجد هذه الحيوانات الضالة راحتها، وهي تتغذى على بقايا النفايات و أعشاب الحدائق.
إن الزائر لهذه المنطقة السياحية، التي فرض عليها بأن تكون سياحية، قد يشك وهو يلج أحد شوارعها أو أزقتها، بأنه وسط حاضرة متمدنة، فيعتقد نفسه موجود بإحدى المناطق البدوية، حيث تشهد مرور العديد من الحيوانات وخاصة البغال والحمير والأغنام والكلاب الضالة، التي تراها في بعض الأحيان تتسابق مع السيارات، ولا تهمها إشارات المرور لأنها بطبيعتها الحيوانية، لا تفهم هذه الضوابط ولا يوجد من يسوقها، مما يعرقل حركة السير في كثير من الممرات والمدارات الطرقية.
ونتيجة لكل هذه المظاهر، فقد تحولت معظم فضاءات الشريط الساحلي، لبحر المحيط الأطلسي سيدي رحال الشاطئ، وخاصة خلال الفترة المسائية، و بالأخص في أيام نهاية الأسبوع، إلى فضاءات لا تطاق، مع ما يرافق ذلك من صخب و إكتظاظ و إزدحام، الشيء الذي أفقد هذه الفضاءات دورها الترفيهي، وأجبر روادها الباحثين عن القليل من الهدوء و الترويح عن النفس، على التوجه نحو فضاءات أخرى، كفضاء طماريس ودار بوعزة والحوزية تم سيدي بوزيد، إلى غير ذلك من الفضاءات، الأقل ضجيجا و الأبعد مسافة.
وبالتالي فقد آن الأوان، لأن تضع السلطة المحلية والإقليمية، بتنسيق بين جهازها الإداري، المتمثل في والي جهة الدار البيضاء سطات، وجهازها المنتخب المتمثل في رئيس المجلس الجماعي، تصورا واضحا وجديدا في إطار مقاربة تشاركية شمولية تشمل جميع المتدخلين، لإعادة الطابع الترفيهي و الترويحي و الترويجي، لهذه القرية السياحية التي فرض عليها بأن تكون سياحية، و لتنفيذ كل هذه التصورات، لتكون منطقة سيدي رحال الشاطئ قرية سياحية بإمتياز، وتخرج من البدو إلى التحضر و التمدن، بات من الضروري الإسراع في إخراج المشاريع المتعلقة بالصيانة، وإعادة تأهيل بنياتها التحتية، التي تتواجد في وضعية مهترئة، وفي حالة عطالة وخارج التغطية.