المافيا الإيطالية “كوزا نوسترا” تسيطر على سوق أسماك “بوسيف” بالمغرب
المصالح القضائية الإيطالية كشفت مؤخرا أن جماعة “كوزا نوسترا”، التي تعد التنظيم المافيوزي الأكثر خطورة في إيطاليا، أنها استطاعت أن تضع يدها على استيراد الأسماك من المغرب إلى إيطاليا تحت غطاء بعض الشركات التي تم افتتاحها بالمملكة.
التحريات القضائية التي أدت في وسط الأسبوع الجاري إلى اعتقال 37 شخصا بمناطق مختلفة بإيطاليا وكذلك بألمانيا، كشفت أن شبكة مافيوزية تشتغل تحت “لواء” مجموعة “رينزيفيلّو” المنحدرة من مدينة جيلا الصقلية، والتي تشكل إحدى المجموعات التاريخية لكوزا نوسترا، أصبحت تتحكم في سوق السمك بجميع أصنافه، بما فيها الأسماك المستوردة من المغرب.
وبحسب ذات التحريات فقد تحول المغرب إلى مرتع أساسي لعمل الشبكة المافيوزية من خلال تواجد ابن عراب كوزا نوسترا السابق بمدينة باليرمو “جوزيبي غوتاداورو”، المعروف باسم “الدكتور”، حيث يعتقد المحققون، وفق ما جاء في محاضر الإتهام، أن “فرانشيسكو غوتاداورو”، الذي لم يتجاوز عقده الثالث بعد ويعيش حاليا بين الرباط وطنجة، هو المسير الحقيقي لشركة “فلوت” التي تتوفر على معملين لتصبير السمك بالمغرب، بالرغم من أن هذه الشركة مسجلة في إسم أحد أقربائه.
ومن خلال مكالمة هاتفية استطاع المحققون التنصت عليها، تبين أن غوتاداورو دخل في مفاوضات مع “كارميلو جانوني”، أحد مساعدي سالفاتوري رينزيفيلّو الذي قال عنه المحققون بأنه أحيى مجموعة “رينزيفيلو” المافيوزية بعدما تم اعتقال اثنين من أشقائه.
فرانشيسكو غوتاداورو توجه إلى جانوني لمساعدته على اقتحام سوق العاصمة روما لتسويق سمك بوسيف مخبرا إياه بأنه يضع يده على 20 طنا من هذا السمك، وأن صقلية وحدها لا تستطيع استيعاب كل هذه الكمية، داعيا إياه أن يطلب من “العم سالفاتوري” (رينزيفيلو) التدخل حتى يسهل له المهمة في العاصمة.
وكشفت مكالمة هاتفية أخرى بين الاثنين، تضمنتها محاضر التحقيق، أن “غوتاداورو” في المغرب تلقى 50 ألف يورو من كارميلو جانوني لشراء مخزن جديد هناك، بينما ذكره هذا الأخير بضرورة احترام “الوعود” حتى تتواصل معاملاتهما وأن لا ينسى الأصول الصقلية التي تجمعهما.
ويقدر المحققون حجم المعاملات في ما يخص السمك المستورد من المغرب بطرق غير قانونية بمآت الآلاف من اليوروهات، مقدرين أيضا أن شحنة من الأسماك بحوالي 40 ألف يورو بالمغرب يمكن أن يصل مجموع أرباحها إلى 100 ألف يورو في إيطاليا بفضل “التحالف” المافيوزي بين غوتاداورو ورينزيفيلو.
وكانت النيابة العامة بمدينة “كاتانيسيتا” الصقلية قد أعلنت، منتصف الأسبوع الجاري، عن تفكيكها لشبكة مافيوزية يمتد نشاطها إلى خارج إيطاليا؛ إذ استطاعت عناصر الأمن بمناطق مختلفة بكل من إيطاليا وألمانيا إيقاف 37 شخصا وحجز حوالي 11 مليون يورو وإغلاق بعض الشركات بغرض التحقيق.
المصدر هيسبريس