انطلاقة عملية نقل المهاجرين الأفارقة إلى أوروبا من ليبيا عبر “الممرات الإنسانية”
بدأ استخدام الممرات الإنسانية في نقل المهاجرين الأفارقة إلى أوروبا بطريقة آمنة اليوم الخميس، وذلك للمرة الأولى بعد أن كانت تستخدم هذه الممرات لنقل السوريين فقط. ومن المقرر أن تصل اليوم أول مجموعة من 25 لاجئا إلى روما قادمين من إثيوبيا، حيث سيتم نقل ما مجموعه 500 لاجئ أفريقي عبر تلك الممرات، وذلك تنفيذا لمذكرة التفاهم مع الدولة الإيطالية، والتي وقعها المؤتمر الأسقفي الإيطالي الذي يعمل من خلال فرع في إيطاليا وجمعية “سانت إيجيديو”.
وتنص مذكرة التفاهم على نقل نحو 500 لاجئ من إثيوبيا على مدى عامين، على أن يتم تمويل المشروع من خلال التمويل الاجتماعي الطوعي الذي يقدمه دافعو الضرائب الإيطاليين لأغراض اجتماعية أو دينية.
ومن المقرر أن يتم تسكين العائلات اللاجئة التي سيتم نقلها في شقق خاصة، كما ستتعهد بعض الأسر الإيطالية بمصاحبتها من أجل التكامل الاجتماعي ودخول سوق العمل والتأكد من أنها ستحصل على كافة الخدمات الممكنة، ومن بينها الرعاية الطبية المناسبة ودورات لتعلم اللغة الإيطالية.
ويعتبر تمويل الممرات الإنسانية أمرا ذاتيا باعتبارها مشروعا رائدا تنفذه جمعية “سانت إيديجيو” واتحاد الكنائس الإنجيلية في إيطاليا، وكذلك كنيسة “والدينسيان” الإنجيلية، بهدف الحد من مخاطر رحلات الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط واستغلال تجار البشر للمهاجرين، ولتمكين الفئات الأكثر ضعفا مثل ضحايا الاضطهاد والتعذيب والعنف وكذلك العائلات والأطفال وكبار السن والمعاقين من دخول إيطاليا بطريقة شرعية وتزويدهم بتأشيرة دخول لأسباب إنسانية، مع إمكانية التقدم بطلب للحصول على حق اللجوء.
وتعتبر الممرات الإنسانية آمنة للجميع، بمن فيهم أولئك الذين يقومون بالترحيب والاستضافة، حيث توفر السلطات الإيطالية كافة إجراءات المراجعة والتحقق قبل أن تمنح تأشيرات الدخول الإنسانية. وتقوم المؤسسات المشاركة في مبادرة الممرات الإنسانية بتسديد قيمة إيجار مسكن المهاجر بمجرد وصوله إلى إيطاليا.
وذكرت جمعية “سانت إيجيديو” على موقعها الإلكتروني، ” نحن نعلم المهاجرين اللغة الإيطالية، ونسجل أطفالهم في المدارس بهدف تسريع عملية التكامل في بلادنا، كما نساعدهم في البحث عن عمل”.
وكان نحو ألف سوري قد وصلوا في وقت سابق إلى أوروبا من خلال الممرات الإنسانية، وسط دعوات لتوقيع اتفاق جديد يتم بموجبه نقل ألف لاجئ آخرين عبر الممر الإنساني خلال عامي 2018 و2019.