الجزء الثاني : لم أجد من يساعدني في غربتي فضاع حلمي ( غريبة وسط أبناء بلدي )
الجزء الأول : لم أجد من يساعدني في غربتي فضاع حلمي ( غريبة وسط أبناء بلدي )
إليكم الجزء الثاني
أشرقت شمس الغد و أنا على كرسي الحديقة أحسست بالجوع الشديد ، ذهبت أبحث عن محل أشتري منه شيئا آكله ، والدموع لا تفارق عيني لأني دائما أتساءل أين سأنام الليلة و هل سأبقى على هذا الحال !!! أكملت طريقي حتى وصلت الى محل تجاري فالتقيت بصدفة بسيدة مغربية عند باب المحل نظرت إليا نظرة استغراب و شفقة عندما رأت حالتي وأنا محمرة العينين وبيدي حقيبتي أجرها و ملامح وجهي تعبر عن حزن شديد ؛ فسألتني ما بك أختي ؟ فرحت كثيرا عند سماع الدارجة المغربية أحسستها كأنها واحدة من عائلتي قصصت عليها ما جرا لي ،فكرت قليلا بعدها ثم طلبت مني الذهاب معها إلى بيتها طبعا أسرعت في خطاي و ركبت معها السيارة، دخلنا المنزل فرحت بي أكرمتني و تناولنا وجبة الفطور سويا؛ في الحقيقة لم أتوقع أن يحصل معي هذا لكن ربي كبير و الناس فيه الخايب و فيه الزوين
كانت تقطن هذه السيدة رفقة زوجها لم يكن لديهما أبناء كان كلاهما يعمل ؛في الواقع لم تقصر معي السيدة في شيء عاملتني بإحسان و كانت تود مساعدتي لأجد عملا و أكتري بيتا مع بنات أخريات (post letto) كما أرسلتلي العديد من طلبات البحث عن عمل و البحث عن كراء في عدة مجموعات فيسبوكية للجالية الإيطالية للأسف معظم الردود كانت من ذكور يريدون استغلالي ليس إلا ؛ بقيت مع السيدة لفترة قصيرة من الزمن الحمد لله على كل حال لم تكتمل فرحتي بالبقاء عندها حتى أَجِد على الأقل عملا أعيش منه وأكتري به لأن زوجها عكس طيبتها تماما فقد حاول أكثر من مرة الإقتراب مني ما جعلني أحمل حقيبتي و أفر من البيت ( اللهم البرد و الجوع و لا نعصي الله و نخون اليد اللي تمتد لي )
بقيت في الشارع أجول من مكان إلى مكان لا أعرف أين أذهب و إلى أين أتجه … بقيت على هذا الحال قرابة شهر و أنا أعيش التشرد بما يعنيه من كلمة ، لأن السيدة التي كنت أنوي المجيء و البقاء عندها حتى أَجِد عملا لم تستقبلني أكثر من أيام معدودات حتى وجدت نفسي في الشارع لا أعرف كيف أتحدث ولا من أين أذهب و لا من أين آتي لدرجة أنها لم تسألني عني بعدها رغم معرفتها أن ليس لي أحد هناك
المهم تكرفصت ديال بصح و قررت فالأخير نرجع لبلادي و لحضن أمي الحبيبة اللهم الفقر و الجوع و لا نعيش في معصية الله سبحانه لأن بكل صراحة لم أَجِد إلا من أراد استغلالي ليس إلا !
النصيحة التي أريدكم أن تعملوا بها هي أن تمدوا يد العون لإخوانكم في الغربة ، لا تدر ظهرك لأخاك و تقول نفسي نفسي ، ربما يأتي يوم و تحتاجه أنت أيضا و تجده عونا لك بعد الله سبحانه و تعالى…
هذه قصتي رويتها لكم لتكون عبرة لؤلائك الذين يسمعون أن فتاة تبحث عن عمل أو عن كراء منزل فيتسارعون للرد عليها لمجرد التسلية …لما لا تحسبونها أختا لكم و تكونون يد عون لها عِوَض أن تكونو ذئابا بشرية تتسنى الفرصة لتحوم حول فريستها!!!
ها أنذا لم أوفي بالوعد الذي أعطيته لي أمي و لم أحقق حلم ما هاجرت إليه ، لست نادمة و إنما أعتبرها تجربة من حياتي باءت بالفشل و ربما قد يكون في رجوعي إلى بلادي خير لي..