بعد إغلاق طريق اليونان المهاجرون يغيرون الطريق لدولة أخرى للوصول إلى الفردوس الأوروبي
قبل عدة أعوام اتفقت دول الاتحاد الأوروبي على وقف السيل المتدفق من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين الساعين لدخول أوروبا والاستقرار في إحدى دول الاتحاد. حينها كان المهاجرون يستخدمون ما كان يعرف بطريق البلقان، والذي كان يبدأ من تركيا ثم يتفرع إما إلى اليونان أو بلغاريا، ومنها إلى سلوفينيا أو هنغاريا ومنها إلى النمسا ومن ثم إلى ألمانيا أو غيرها من دول غربي أوروبا.
لكن اليوم بدأ اللاجئون والمهاجرون بمساعدة من تجار البشر في استخدام طريق بديل يبدأ من اليونان مروراً بألبانيا ومنها إلى الجبل الأسود (مونتينيغرو) ثم إلى البوسنة ومنها إلى كرواتيا وسلوفينيا وصولاً إلى النمسا وألمانيا التي تعد المقصد الرئيسي لأغلب اللاجئين والمهاجرين.
الطريق الجديد يستخدمه لاجئون من دول متعددة منها سوريا وباكستان وأفغانستان ودول إفريقية، للوصول إلى الفردوس الأوروبي عبر البوسنة.
من أبرز مخاطر الطريق الجديد وعورته الشديدة وانتشار مخلفات الحروب السابقة وخصوصا الألغام المضادة للأفراد والمزروعة في الطرق الجبلية. ومن أكبر مخاطر الطريق أنه كان يستخدم من قبل عصابات تهريب الأسلحة والمخدرات، ما يجعل من مرور اللاجئين والمهاجرين خلاله أمراً محفوفاً بمخاطر جمة.
بيتر فان دير أوفيريرت، المنسق الإقليمي لعمليات المنظمة الدولية للهجرة في البوسنة، قال في تصريحات صحفية مؤخرا، إن البوسنة أصبحت محطة جديدة لعبور اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا بعد أن علق كثير منهم في صريبا لشهور ولم يتمكنوا من دخول أي من دول الاتحاد، “ما جعلهم أكثر استعداداً للمجازفة وعبور طريق محفوف بالمخاطر خصوصا مع نشاط عصابات تهريب البشر التي تنشط على هذا الطريق”.