الأبناء هم مستقبل كل أمة ، بأبنائنا ننال الآمال وبأكتافهم تنهض الأوطان وتتطور إن تربية الأبناء اليوم في ظل هبوب رياح الغرب والشرق والانفتاح العشوائي على ثقافات العالم في اقتلاع الثوابت الأصيلة والتشويش على هويتهم وقطع الصلة بين الأبناء وتراث أمتهم وتاريخها العريق .
صعب على الأسرة اليوم القيام بمناعة تحمي أبناءها من آفات العولمة في زمن طغت فيه أخلاقيات وسلوكيات متناقضة لشعوب العالم ، وتركت فجوة كبيرة بين الآباء والأبناء بسبب الإدمان على مختلف وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي ، التي بدورها أبعدت المشاعر والأحاسيس المرهفة والدفء الأسري جراء البقاء أمامها لساعات طويلة ، تربى الطابع المادي على فكر الأبناء وتدنى المستوى الأخلاقي والعلمي والتفاعل مع الغزو الفكري من خلال ما يعرض على مختلف قنوات وسائل الإعلام المختلفة .
العولمة مزيج من الإيجابيات والسلبيات ونظرتها تختلف وفقا لطبيعة الناظر والمنظور ،فهي تجمع مابين الانفجار المعرفي المذهل في ظل تكنولوجيات العصر والتغيير والتطور وسرعة الاتصال وولادة التحديات والمشكلات غير التقليدية التي تضعنا في مشهد غريب وهو إنهيار القيم والأخلاق والعنف والصراعات المتشددة والمفاهيم الفاسدة .
فاليوم لا يمكن لنا أن نتحكم في إغراءات الانفتاح ، فكيف لنا غدا أن نتحكم في انفتاح أكثر تأثيرا وسلبيا. قد يتعب القلب من تربية الأبناء، وتعاني النفس من تمَرّدِهِم؛ ممايسبب الهمّ والغم للوالدين. قال ابن القيم : إنّ من الذنوب مالا يكفّره إلا الهمّ بالأولاد.
(وأصلح لي في ذريتي)
فاحترس أن تستغرق كثيرًا في الوسائل التربوية الحديثة، وتغفل عن الوسيلة العظمى، وهي … (كثرة الدعاء لهم)