احتجاجات بالجنوب الإيطالي تضامنا مع العمدة المحكوم ب13 عام بتهمة مساعدة مهاجرين
تظاهر مئات الإيطاليين أمس الثلاثاء، في مقاطعة “كالابريا” جنوب إيطاليا للتعبير عن تضمامنهم مع” دومينيكو لوتشانو” العمدة السابق لبلدة “رياتشي”، والذي حكم عليه السبت بالسجن 13 عاما وشهرين بتهمة ادخال مهاجرين بشكل غير قانوني.
وأكد “لوتشانو” للحشد المتضامن وهو يجهش أنه فخور بمساعدة المهاجرين واللاجئين الذين وصلوا إلى بلدته” رياتشي” بعد فرارهم من الحرب والفقر.
وأضاف أن “أكثر ما يؤلمني هو التفكير في أن الناس يمكن أن يشكوّا في، أنا لست خائفا من الحكم. مردفا، “لقد أمضيت حياتي كلها أعمل بجد من أجل المثل العليا”.
وشدد على أن “هذه الشكوك تؤلم روحي، لم أفعل ذلك لأي دوافع أخرى، وحتى النيابة تقول ذلك، لقد عملت بجد حتى النهاية”.
وبعد صدور الحكم بسجن “لوتشانو” اجتاحت إيطاليا موجة من التوتر والعاطفة، التي أثارها تضامن هائل وواسع النطاق مع العمدة السابق المعروف باسم “ميمو”.
وكانت محكمة إيطالية قد أصدرت يوم السبت الماضي، حكما بسجن عمدة سابق لمدة 13 عاما وشهرين وذلك بتهمة استقبال مئات المهاجرين و“التحريض على الهجرة غير القانونية” ومخالفات أخرى.
وكان لوتشانو يتوقع تبرئته من جميع التهم، لكن بدلا من ذلك حُكم عليه بالسجن. وقال “إذا كنت مذنبا فكان يجب أن يضعوا بجانبي وزارة الداخلية ومكتب محافظ ريجيو كالابريا، لأنهم كانوا يطالبون بأعداد كبيرة جدا من أجل قرية صغيرة، وقلت نعم لمهمتي.. وهكذا تعوضني الدولة..بالحبس 13 سنة وشهرين، وهذه تهمة الكسب غير المشروع”.
وتابع “النيابة نفسها ذكرت أنه لم يكن لرئيس البلدية دوافع اقتصادية على المستوى الشخصي، ومع ذلك فقد انخرط في بعض الانحرافات، لكن هذا هو جوهر نموذج رياتشي، بهذه الأموال شاركنا أيضا في أنشطة الاندماج، ولم أستطع قبول فكرة أن الاستقبال أحادي الجانب، يشمل اللاجئين فقط، اعتقدت أنه يجب أن يشمل سكان المكان أيضا”.
وتذكر لوتشانو إحدى النساء اللاتي عشن في رياتشي، وهي النيجيرية بيكي موسى (26 عاما)، التي توفيت في 27 يناير 2018، في حريق بمدينة الصفيح العشوائية في سان فرديناندو، حيث لجأت إلى ذلك هناك بعد مغادرتها رياتشي، عقب إغلاق مشروع لمساعدة اللاجئين.
يشار إلى أن بلدة رياتشي اكتسبت تحت حكم “لوتشيانو” شهرة عالمية كنموذج لدمج المهاجرين في المجتمع بدلا عن ترحيلهم.
كذلك أدرجت مجلة “Fortune” عام 2016 العمدة لوتشيانو ضمن قائمة أعظم 50 زعيما في العالم، لاستقباله أكثر من 500 مهاجر في بلدته التي يبلغ عدد سكانها 1800 شخص فقط.