إيطاليا والسويد وفرنسا وبلجيكا تفرض تدابير إضافية جديدة وتضيق الخناق على غير الملقحين
انتشرت المتحورة اوميكرون على نطاق واسع في الاتحاد الأوروبي وباتت سائدة في العديد من البلدان بينها إيطاليا والسويد ورومانيا وفرنسا وبلجيكا والدنمارك خلال الأسبوعين الماضيين، لكن المتحورة دلتا تظل مهيمنة في بقية ارجاء القارة. ويقول الخبراء إن أوروبا لم تصل بعد إلى ذروة أوميكرون. وترزح نظم الرعاية الصحية الممولة جيدا في أوروبا تحت وطأة أرقام قياسية في حالات الإصابة بكوفيد-19 والتي تسببت في نقص العمالة وزيادة المرضى.
وفي هذا السياق، عمدت بعض دول الاتحاد الأوروبي إلى فرض تدابير”إضافية” بسبب زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا خاصة على الأشخاص غير الحاصلين على التطعيم.
إيطاليا
مارس رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي ضغوطا جديدة على غير المحصنين الإثنين، قائلاً إنهم سبب “معظم مشاكل” البلاد التي تشهد تفشيا قويا للمتحورة أوميكرون. وفقًا للإجراءات الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ الاثنين، لا يسمح لغير الملقحين ضد كوفيد-19 بالذهاب إلى المطاعم أو السينما أو المسابح أو النوادي الرياضية أو استخدام وسائل النقل العام، في حين أعيد فتح المدارس.
يتم فقط اعفاء الأشخاص الذين تم شفاؤهم مؤخرًا من فيروس كورونا من هذا الالتزام الذي يمثل تشديدًا إضافيًا للقيود المفروضة على غير المطعّمين في مواجهة زيادة الإصابات، وبينهم الأطفال.
وقال ماريو دراغي في مؤتمر صحافي في وقت تسجل البلاد أكثر من 100 ألف إصابة جديدة خلال 24 ساعة إن “معظم المشاكل التي نعرفها اليوم سببها الأشخاص غير المحصنين” الذين”هم أكثر عرضة للإصابة بأشكال خطيرة من المرض” و”يزيدون الضغط على المستشفيات”.
كما أعلنت إيطاليا الأسبوع الماضي أن تلقي اللقاح سيكون الزاميا للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا اعتبارًا من 15 فبراير. وأعيد فتح المدارس لفصل دراسي جديد بقرار حكومي رغم دعوات مديري المدارس ونقابة الأطباء الى تأجيل هذا الموعد لمدة 15 يومًا إضافيا على الأقل.
ووصف عالم الفيروسات ماسيمو غالي من مستشفى ساكو في ميلانو قرار فتح المدارس بأنه “طائش وغير مبرر”. وذكرت وسائل الإعلام أن أكثر من الف بلدة قررت عدم فتح المدارس ضمن نطاقها.
كانت إيطاليا أول دولة أوروبية تتأثر بفيروس كورونا مطلع عام 2020 وسجلت واحدا من أعلى معدلات الوفيات مع وفاة 140 ألف شخص. وتم تطعيم أكثر من 86% ممن تزيد أعمارهم عن 12 عامًا وتلقى حوالى 15% من الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا جرعتهم الأولى. وأعلنت شركة السكك الحديد الوطنية ترينيتاليا الاثنين أنها ألغت 180 رحلة قطار إقليمي بسبب إصابات بفيروس كورونا.
حتى 31 مارس، سيكون من الضروري الحصول على شهادة صحية تثبت تلقي اللقاح أو التعافي مؤخرًا من الفيروس، ولم يعد الفحص السلبي كافيًا للدخول إلى المطاعم والفنادق والصالات الرياضية والحافلات والقطارات والطائرات والسفن. وأصبحت كمامات FFP2 إلزامية في المسارح ودور السينما والملاعب الرياضية وجميع وسائل النقل العام. وحصل سكان الجزر الإيطالية الصغيرة غير الملقحين والذين حُذروا من أنهم قد يجدون أنفسهم في “منفى قسري” بموجب القواعد الجديدة، على مهلة إضافية. وسيتمكن هؤلاء السكان من الاستمرار في السفر مع فحص سلبي فقط لأسباب صحية وتربوية حتى 10 فبراير.
السويد
قالت رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون يوم الاثنين إن بلادها ستتخذ تدابير إضافية للتصدي لزيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا التي فرضت أعباء إضافية على نظام الرعاية الصحية. وشهدت السويد زيادة حادة في أعداد الإصابات بكوفيد-19 في الأسابيع الأخيرة بفعل الانتشار السريع للمتحورة أوميكرون في أنحاء البلاد. وسجلت السلطات الصحية الأسبوع الماضي عدد قياسيا للإصابات بلغ 60 ألف حالة، على الرغم من إجراء عدد محدود من الاختبارات. وقالت أندرسون في مؤتمر صحفي “الوضع يتدهور بلا شك. ومعدل الإصابة في السويد بلغ مستوى مرتفعا غير مسبوق”.
رومانيا
تتجه رومانيا أيضًا إلى تشديد القيود ، لكنها تستهدف هذه المرة المناطق التي ينتشر فيه الفيروس بشكل كبير. وصنفت السلطات في رومانيا مدينة كلوج نابوكا الشمالية الغربية كمنطقة حمراء بعد ارتفاع في عدد الإصابات بالوباء. ووفقا للإجراءات الجديدة سيتعين على المطاعم وصالات الألعاب الرياضية أن تعمل بنسبة 30٪. سيتم تطبيق هذه القواعد لمدة أسبوعين اعتبارًا من الثلاثاء 11 يناير.
وزادت حالات الإصابة اليومية بفيروس كورونا بأكثر من الضعف في رومانيا، وفقا لإحصاءات نقلتها رويترز الثلاثاء الماضي بعد تخفيف القيود المفروضة خلال العطلات الشتوية، ويتوقع المسؤولون أن تشهد الموجة الخامسة من الوباء ضعف عدد حالات الموجة السابقة.
ويبلغ عدد سكان رومانيا 19 مليون نسمة تقريباً وتعتبر ثاني أقل دولة تطعيماً فى التكتل، إذ لم يتلق سوى نحو 40 في المئة فقط من سكانها تطعيمهم بالكامل وسط انعدام الثقة في مؤسسات الدولة، وضعف الثقافة الخاصة بالتطعيم. بينما بلغ متوسط تلقي البالغين تطعيما كاملا في الااتحاد الأوروبي 74٪.
وفي بلغاريا، أعلنت وزارة الصحة الاثنين ، تسجيل 1716 حالة إصابة جديدة بكوفيد و40 حالة وفاة مرتبطة به، ليرتفع إجمالي المصابين في البلاد إلى 780 ألفا و417 حالة، بإجمالي وفيات بلغ 31 ألفا و556 حالة حتى الآن.
وعلى الرغم من أن أوميكرون أقل خطورة من الموجات السابقة، فقد تسبب في زيادة حالات الإصابة على مستوى العالم إلى أكثر من 305 ملايين في الجائحة المستمرة منذ عامين والتي تأبى الرحيل. وتوفي جراءها ما يقرب من ستة ملايين شخص.