بسبب جدري القردة إجراءات وقائية تعود لأوروبا مجددا .. بلجيكا تفرض الحجر الصحى وإسبانيا تطالب بارتداء الكمامة ودعوات لمنع دخول المصابين عبر المطارات
وتعتبر حالات الإصابة بجدرى القردة آخذة فى الازدياد، ولذلك تبدأ الدول فى اتخاذ تدابير وقائية فى محاولة لمنع انتشاره، على الرغم من أن هذا المرض ليس مقلق مثل كورونا، ولكن أوروبا ليست مستعدة بأى شكل لمواجهة خطر جديد حتى وإن كان بسيطا.
وتعتبر بلجيكا أول دولة فى أوروبا تتخذ إجراءات رسمية صارمة، حيث أعلنت عن الحجر الصحى الإلزامى لمدة 21 يوما للمصابين من جدرى القردة، وفقا لصحيفة “الاسبانيول”.
وفى إسبانيا، حيث تم تأكيد المزيد من حالات الإصابة بجدرى القرود، واتفقت وزارة الصحة والمجتمعات المحلية في إسبانيا، على البروتوكول الواجب اتباعه للمصابين بجدري القردة (Monkeypox) والذي ينص على استخدام الكمامة والعزل للمصابين وأن المخالطين لهم يقللون من التفاعلات الاجتماعية بقدر ما ممكن ، مع ارتفاع حالات الإصابة.
وأكد عالم الأوبئة والطبيب فيرناندو سيمون، أن “انتقال جدرى القرود بين البشر كان أعلى مما كان متوقعا”، حسبما قالت صحيفة “الكونفدنثيال” الإسبانية.
وأشار إلى أنه من ارتفاع الاختبارات الإيجابية، فيجب توخى الحذر، حيث أنه حتى الآن لا توجد معلومات كافية لتقييم كل شيء عن المرض لتقييم كل شيء”.
وأشار إلى أن “جائحة كورونا لم تنته بعد، رغم أن البيانات أفضل والوضع مختلف عما كان عليه قبل عام أو عامين، ولا أريد أن أبعث برسالة خاطئة”. وأضاف: “لا يمكننا التفكير في خفض حذرنا تمامًا، على الرغم من أننا يمكن أن نكون أكثر هدوءًا ونرى أن الأمور ليست خطيرة كما كانت من قبل”.
وقامت وزارة الصحة في مدريد أمس بإغلاق ساونا بارايسو، معتبرة أنها مصدر تفشى جدرى القرود الذى تعانى منه إسبانيا في هذه الإيام، وتم الاتفاق على الاغلاق مع المسئولين عن المبنى، خاصة وأن ساونا بارايسو هي الأكبر والأشهر في مدريد، وتحتوى على مرافق بمساحة 1400 مترمربع، ويمكن أن تستوعب أكثر من 100 شخص .
وأشارت الصحيفة إلى أن الخبراء الصحيين يوصون بارتداء الكمامة حال دخول المريض إلى المستشفى، ويجب على العاملين في مجال الرعاية الصحية استخدام معدات الحماية الشخصية المناسبة (PPE) لاحتياطات التلامس أو القطرات، بالإضافة إلى أقنعة FFP2 و / أو FFP3 ، وكذلك حماية العين والقفازات.
في الوقت الحالي، لا تفكر إسبانيا في أمر الحبس الإلزامي مثل بلجيكا، التي أبلغت عن أربع إصابات.
وأوصت دول مثل المملكة المتحدة، مع أكثر من 20 حالة، بالعزل لمدة 21 يومًا للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بعدوى جدرى القرود وأنهم لا يسافرون ويتجنبوا أي اتصال مع النساء الحوامل أو الأطفال دون سن 12 سنة.
وفى البرتغال، دعت السلطات السكان التحلى بالهدوء، وقالت مارجاريدا تافاريس المتحدثة باسم فريق عمل مكافحة جدري القرود في البلاد “السلطات الصحية قلقة، من المهم التحرك بالطريقة الصحيحة واتخاذ القرارات الصائبة لكسر سلاسل العدوى، ولكنه مرض لا يسهل انتقاله”.
هناك سلالتان رئيسيتان للمرض إحداهما سلالة الكونجو، وهي الأشد خطورة بنسبة وفيات تصل إلى 10 % وسلالة غرب أفريقيا بمعدل وفيات حوالي 1 % من حالات الإصابة. والحالات التي رصدت في البرتغال من سلالة غرب أفريقيا.
ولم يسافر أي من المصابين بالمرض لأفريقيا ولم تتمكن السلطات من تحديد أي صلة بين حالات الإصابة وفقا لتافاريس.
وتشير المعلومات الحالية إلى أن الأشخاص الأكثر تعرضًا لخطر العدوى هم أولئك الذين لديهم اتصال جسدي وثيق مع شخص مصاب ولديه أعراض.
وانتشر في الأصل عن طريق الاتصال المباشر مع القرود المريضة والقوارض ، وحدث تفشي المرض في عام 2003 عندما أصابت القرود المستوردة من غانا كلاب البراري.
ويطالب الأطباء فى جميع الدول الأوروبية بتعزيز استخدام الكمامة وأن تكون هناك سيطرة في المطارات على الركاب القادمين من البلدان التي لديها حالات إصابة بجدرى القرود، كما طالبوا بتعزيز وجود لقاحات الجدرى من جديد وتكثيفها.