السلطات الإيطالية تزيد من وتيرة ترحيل المهاجرين المغاربيين غير الشرعيين نحو بلدانهم
مع ارتفاع عدد المهاجرين التونسيين والجزائريين غير الشرعيين الواصلين إلى إيطاليا منذ بداية العام إلى أكثر من 15 آلاف شخص، زادت السلطات الإيطالية مؤخرا من وتيرة ترحيل الكثير من هؤلاء المهاجرين إلى أوطانهم .
ووفقا للناشط السياسي والبرلمان التونسي السابق “مجدي الكرباعي” فإن عددا من مهاجرين التونسيين داخل مركز الحجز و الترحيل بمدينة “تورينو” الايطالية يدخلون في إضراب جوع إحتجاجا على قرارات الترحيل القسري جراء الإتفاقية بين السلطات الإيطالية ونظيرتها التونسية.
وقال الكرباعي في تصريحات صحافية يوم أمس، “تم إعلام الضامن الوطني لحقوق المحتجزين و الموقوفين عن تدهور الحالة الصحية لاثنين من المهاجرين التونسيين”.
وأوضح بأنه”مع العدد الكبير للمهاجرين التوانسة والجزائريين القادمين في الآونة الأخيرة، واكتظاظ في مراكز الحجز رفعت السلطات الإيطالية من جديد في نسق رحلات الترحيل القسري لتعود إلى 2 رحلات في الأسبوع ”.
وبحسب وصف الكرباعي فإن “المهاجرين التوانسة يخوضون معركة الأمعاء الخاوية من أجل حقهم في التنقل والحرية”.
وكانت صحيفة “التايمز” البريطانية كشفت في تقرير نشرته الأحد الماضي، أن نحو 13 ألف مهاجر أبحروا من تونس نحو إيطاليا بعد عبور مياه البحر المتوسط منذ بداية العام الجاري ولغاية منتصف غشت الجاري، مشيرة إلى من بينهم 10 آلاف تونسي.
الصحيفة نقلت شهادة أحد المهربين من ميناء مدينة صفاقس على بعد 200 كيلومتر جنوب شرق تونس العاصمة، قوله إن “الأمور سيئة للغاية، لدرجة أننا قد نحجز للجدات في العام المقبل”، في إشارة إلى أن الهجرة غير الشرعية باتت مغرية لكل الأعمار.
لكن السلطات التونسية أكدت إحباط أكثر من 1500 محاولة هجرة غير شرعية باتجاه السواحل الايطالية منذ بداية العام.
وفي العادة يختار المهاجرون الذين ينطلقون من السواحل التونسية والليبية جزيرة “لامبيدوزا” الإيطالية كمحطة أولى لرحلتهم البحرية نحو “الحلم الأوروبي”، باعتبارها أقرب نقطة إلى الشواطئ التونسية حيث تبعد عنها نحو 80 كيلومترا فقط.
يذكر أن تونس تمر حاليا بأزمة اقتصادية خطيرة، أبرز ملامحها انخفاض النمو الاقتصادي (أقل من 3% )، وارتفاع معدلات البطالة (ما يقرب من 40% لدى الشباب)، وزيادة الفقر (نحو أربعة ملايين شخص)، وفق ما أفادت به وكالة “فرانس برس” مؤخرا في تقرير حول الوضع الاقتصادي في تونس.