الإسلام في هولندا .. نمو سكاني هائل و450 مسجدًا تصدح بالأذان
يشكل المسلمون ثاني أكبر ديانة في هولندا، بعد المسيحية، بنسبة 8 في المائة، لكنه الأول من حيث معدل الانتشار بين الهولنديين.
ففي تقرير سابق صدر عن المركز القومي للإحصاء في هولندا، توقع أنه وبحلول عام 2020 سيصبح 80 في المائة من سكان المدن الكبري في هولندا تحت سن الثامنة عشرة من أصل مسلم.
وتنتمي غالبية المسلمين في هولندا إلى المذهب السني. يقيم الكثير منهم في المدن الأربع الرئيسية في البلاد، أمستردام وروتردام ولاهاي وأوتريخت.
نمو هائل للمسلمين في هولندا
ورصد تقرير سابق عن صدر عن المركز القومي للإحصاء في هولندا، تحولاً ديموغرافيًا هائلاً في المدن الكبري الرئيسية مثل أمستردام (العاصمة الثقافية) وروتردام (أكبر ميناء في العالم) ولاهاى (العاصمة السياسية)؛ أصبح فيه المسلمون من أصول مغاربية وتركية يشكلون نسبة 80 في المائة من تعداد الأجانب المقيمين فيها .
يمكن تتبع التاريخ المبكر للإسلام في هولندا مع سقوط دولة الإسلام في الأندلس في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي (1492م) واحتمال وصول مسلمين هاربين من محاكم التفتيش النصرانية التي نصبها الكاثوليك للمسلمين بعد سقوط دولتهم.
وفي القرن السادس عشر، بدأ عدد صغير من التجار العثمانيين بالاستقرار في مدن الموانئ في البلاد. نتيجة لذلك أنشأت المساجد لأول مرة في أمستردام في أوائل القرن السابع عشر.
وبعد احتلالها لإندونيسيا – أكبر دولة مسلمة من حيث تعداد السكان- في 1799م، ربما مثل المسلمون الأندونيسيون الذين هاجروا في هذا التوقيت إلى هولندا النواة الأولي للوجود الإسلامي فيها. ومع ذلك كان عددُ المسلمين في هولندا منخفضًا للغاية حيثُ يمثلون أقل من 0.1 في المائة من السكان.
الاستعانة بالعمالة المسلمة
وأدى انتعاش الاقتصادي الهولندي بين عامي 1960 و1973 بالحكومة الهولندية إلى توظيف العمالة المهاجرة، وخاصة من تركيا والمغرب.
ووصلت في وقت لاحق موجات من المهاجرين من خلال لم شمل الأسرة وطلب اللجوء.
كما وصل عدد كبير مِن المهاجرين المسلمين مِن المستعمرات المستقلة الآن وخاصة إندونيسيا وسورينام.
ومع الهجرة الكثيفة وارتفاع معدلات النمو، تضاعف عدد المسلمين في نصف القرن الماضي عدة مرات، فبلغ في نهاية الثمانيات (1989) 408 ألف نسمة، ثم تضاعف العدد في عشر سنوات فقط حتي بلغ وفقًا للإحصاءات الرسمية بنحو 800 ألف نسمة، فيما تشير تقديرات غير الرسمية إلى أن عددهم يقارب المليون.
450 مسجدًا
ويوجد في هولندا أكثر من 450 مسجدًا، في العاصمة الثقافية أمستردام وحدها أكثر من أربعين مسجدًا، يتجاوز دورها كدار للعبادة ليتحول إلى مؤسسة اجتماعية وثقافية وسياسية بل واقتصادية أيضًا.
وتأسس المسجد الكبير في أمستردام في عام 1971 أول مسجد في هولندا، وقام بتأسيسة عدد من المهاجرين على رأسهم الشيخ محمد الشروطي رئيس مجلس اتحاد المساجد المغاربية، ومنه انطلقت حركة بناء المساجد وامتدت إلى بقية المدن الأخري.
ومن أشهر هذه المساجد آيا صوفيا والرحمة والتوحيد ( في أمستردام ) ، والنصر ومولانا ( في روتردام) والأخير هو أضخم وأكبر المساجد التي تأسست في السنوات الأخيرة.
ويوجد في هولندا جامعتان إسلاميتان، إلى جانب عدد من المعاهد الإسلامية الخاصة مثل معهد الأئمة الهولندية، وتأسست الجامعة الأولي (روتردام الإسلامية) في عام 1998، وتسيطر جماعة النورسيين التركية على إدارتها في حين أسس الثانية (أوربا الإسلامية) في عام 2001 مجموعة من الشخصيات الإسلامية من كل العرقيات الإسلامية، ولم تحصل الجامعتان على الاعتراف الرسمي من الحكومة الهولندية بعد.
وقد واجه المسلمون بغضب عرض فيلم “الفتة” الذي أنتجه السياسي الهولندي المتطرف “جيرت ويلدرز”، ولم تكتف ردة فعلهم بشتمهم والدعاء عليهم، بل إنها اتخذت وسائل عملية مفيدة من أجل التعريف بالإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم.