تحقيق بإيطاليا يكشف عن تعرض مهاجرين بمركز ترحيل لمعاملة غير إنسانية

كشف تحقيق قامت به الشرطة الإيطالية والادعاء العام الإيطالي، يتعلق بمركز ترحل المهاجرين في مدينة ميلانو، عن وجود ممارسات “غير إنسانية” في هذا المركز.

يأتي هذا في وقت أكد فيه القضاء الإيطالي استمرار الإجراءات القانونية تجاه الشركة التي كانت تتولى إدارة المركز في شمال البلاد.

وبانتهاء التحقيق فإنه نتائجه تمهد الطريق للمطالبة بإجراء محاكمة في قضية مركز المهاجرين في شارع كوريللي بميلانو.

وكانت السلطات قد وضعت المركز تحت الحجز، إضافة إلى مصادرة فرع شركة “مارتينينا أس أر إل”، التي كانت تتولى إدارة مركز إقامة المهاجرين قبل ترحيلهم، والتي يقع مقرها في ساليرنو.

التحقيق يكشف عن “جحيم” كان يعيشه المهاجرون

التحقيق الذي أجراه الادعاء العام في أوائل ديسمبر الماضي، كان يتعلق باتهامات بالاحتيال في الإمدادات العامة والتواطؤ، والذي سلط الضوء على الأوضاع “غير الإنسانية” و”الجحيم” الذي يعيشه المهاجرون.

وكشف التحقيق عن وجود “أطعمة تنخرها الديدان”، وغياب الوسطاء الثقافيين واللغويين، فضلا عن انتشار الاستخدام المستمر للأدوية النفسية من قبل المهاجرين، إضافة لاستعمال أسِرَّةٌ مكسَّرة وحمامات “متهالكة”.

ووصف التحقيق هذا المركز بـ”جحيم فيا كوريلي”، بالنظر إلى “الرعب الذي كان يجري هناك”، وأنه “لم يكن ممكنا للسلطات ألا تعرف بما يحصل هناك”. وأنه “مع ذلك تم التمديد للهيئة الإدارية رغم المخالفات المثبتة”.

ومن بين الاتهامات الأخرى للمركز، حصول تواطؤ في مناقصات تم إجراؤها خلال الفترة الواقعة بين عامي 2019 و2022.

ومن المحتمل أن يتم توجيه الاتهام إلى المديرين القانونيين والفعليين للشركة، وهما أليساندرو فورلنزا وكونسيليا كاروسو.

وحاليا تخضع شركة “مارتينينا” للتحقيق فيما يتعلق بقانون المسؤولية الإدارية للشركات، وقد تمت مصادرة الشركة في 21 ديسمبر الماضي، وتتم إدارتها حاليا من قبل الإدارة القضائية، بقيادة مستشار الضرائب جيوفاني فالكونيري.

في هذا السياق، قال المحامي أنطونيو إنجرويا، إن “موكلي أليساندرو فورلنزا يؤكد أنه غير متورط في الجرائم المزعومة، وسيقدم المستندات اللازمة، ويحتفظ بالحق في استجوابه من قبل المحققين، وسيدلي بأقواله مع الأدلة في دفاعه”.

التحقيق اعتمد على مقاطع مصورة

وكانت مقاطع مصورة التي تضمنتها الوثائق المتعلقة بالقضية، قد أظهرت أوضاعا سيئة للغاية، من بينها مقطع فيديو يظهر “أحد النزلاء ممددا “فوق فرشة إسفنجية”، موضوعة على الأرض في ساحة مركز احتجاز المهاجرين قبل ترحيلهم” في شارع كوريلي، وكان هذا الشخص “يئن من الوجع”، ولا من يلتفت إلى حاله، بل كان جميع الحاضرين يتجاهلونه”.

في غضون ذلك، وبحسب لائحة الاتهامات، فإن الشركة التي كانت تتولى إدارة المركز لم تقدم فعليا “الخدمات” المشار إليها في الوثائق الرسمية المستخدمة للفوز بالعقد، وقدمت وثائق مزورة، واستفادت من “امتيازات اقتصادية كبيرة غير قانونية” من هذا العقد، الذي بلغت قيمته أكثر من 4 ملايين يورو.

التحقيق خلص أيضا إلى أن مركز إقامة المهاجرين قبل ترحيلهم كان يفتقر إلى العقاقير، على الرغم من وجود مرضى مصابين بأورام في الدماغ، وأمراض أخرى خطيرة.

كذلك تم تسجيل غياب وسطاء لغويين في المركز، ما جعل التواصل يقتصر على الإيماءات الجسدية، و”توصيفات الأشخاص”.

وأظهر التحقيق وجود طعام فاسد ومنتهي الصلاحية، لم تكن الإدارة تقوم بتقديم “معلومات قانونية”، ولا أفردت “مكانا للصلاة”، مع وجود غرف “قذرة”، وحمامات وُصِفَ واقعها “بالمُشين”.