شرطة الكارابينييري تفتخر بعمل مغربي ومغربية في صفوفهما
إذا كان تواجد عناصر في قوات الأمن للعديد من البلدان الأوربية من أصول أجنبية عامة ومغربية خاصة مسألة شبه مألوفة لم تعد تثر انتباه أحد، فإن تواجد شباب من أصول مغربية في صفوف الكربنييري (الدرك) القوات المسلحة الثانية بإيطاليا ما زال يشكل حدثا يثير اهتمام الصحافة الإيطالية.
هل أنت مغربي؟ أو كرابنييري؟
الصحيفة الأولى في إيطاليا “لاريبوبليكا” خصت عددها في نهاية الأسبوع الماضي بظاهرة التحاق ما أسمته بالجيل الثاني من المهاجرين بصفوف الكربنييري (الدرك) واستعرضت لحالة عنصرين من أصول مغربية، إضافة إلى عناصر اخرى من أصول أجنبية.
ياسين جويرة من أبوين مغربيين مزداد بجزيرة صقلية بعد حصوله على دبلوم كتقني كهربائي استطاع الفوزر في مباراة الإلتحاق بصفوف الدرك الإيطالي ليبدأ بذلك مشوارا جديدا في حياته فبعد انتهاء فترة التكوين تم تعيينه على أبواب ميلانو حيث انظم إلى ثكنة الكربنييري ببلدة “ميلزو”، وعن تجربته صرح ل “لاربوبليكا” أنه سعيد بالإختيار الذي قام به خصوصا وأن دخول قلاع الكربنييري ليس بالأمر الهين متمنيا أن يتوفق في مسيرته المهنية ليلتحق بفرق التحقيقات و الإستعلامات، وعن تواجده في وسط ضل حكرا إلى الأمس القريب على الإيطاليين الأصليين يقول أنه عادة ما شكل لكل من تعرف عليه نوع من الفضول والدهشة سواء بالنسبة للمهاجرين المغاربة أو العرب عموما عندما يجدون أمامهم عنصرا من الكربنييري يحدثهم بلغتهم وإن كان في الغالب ما يتحول إلى نوع من الثقة حيث يستطيعون التعبير عن ما يريدون التعبير عنه بكل تلقائية، أو حتى بالنسبة للإيطاليين الأصليين حيث عادة ما يعبرون عن دهشتهم بتواجد كاربنييري “ماروكينو” متسائلين كيف أمكن ذلك، ويضيف الدركي الإيطالي ذو الأصول المغربية حتى أن أحدهم سأله هل أنت ماروكينو أو كربنييري، فحسب السائل تواجد كربنييري من أصول مغربية غير ممكن.
وغير بعيد عن ميلانو بوسط مدينة بولونيا أين كان ياسين جويرة يتمنى تعيينه، توجد مريم بولبكير،30 سنة، ابنة مهاجر مغربي وأم إيطالية فبعد تخرجها من الجامعة بامتياز حيث درست تاريخ الفنون بفيرينسي (فلورانسا) التحقت مريم بصفوف المضليين بالكربنييري منذ حوالي 8 سنوات واليوم إضافة إلى العمل الإداري الذي تتكلف به أصبح حضورها ضروريا في القضايا التي يكون أحد اطرافها من المهاجرين المغاربة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمشاكل العنف وسط الأسر المغربية حيث عادة ما يتم تكليفها من قبل رؤسائها بالتحري في الأمر، خاصة وأن حضورها يعطي تشجيعا أكثر للنساء المغربيات في الإدلاء بكل أقوالهن، وفق ما صرحت به لصحيفة “لاريبوبليكا” التي رافقتها في إحدى جولاتها الأمنية بدائرة عملها، وتتمنى مريم أن تتوفق بالإلتحاق بالفرقة المختصة في الشؤون الفنية حتى تبقى قريبة من مجال دراستها.
وقبل حالتي الشابين المغربيين ياسين ومريم اللذان تم تسليط الأضواء عليهما من قبل صحيفة “لاريبوبليكا” كانت الصحافة الإيطالية تناولت منذ حوالي سنتين قصة نزار بن سلام أقلعي ابن مهاجر مغربي وأم إيطالية وصل إلى رتبة “ماريشال” في صفوف الكربنييري وأسندت إليه مهمة نائب قائد إحدى الثكنات بمدينة أريتزو بجهة توسكانا.