قصة شاب مغربي كان بائعا ل “كلينكس” بإيطاليا تخرج مهندسا في فرنسا
الثقة دائما في الأحلام والعمل الجاد يوميا لأجل تحقيقها، ثم التفكير في إعطاء صورة جيدة عن البلد الأصل..”، هكذا يلخص الشاب المغربي صلاح الدين بنسالم (25سنة) المبادئ التي يؤمن بها والتي تؤطر مسار حياته .
مسار صلاح الدين بنسالِم، ابتدأ بالمغرب حيث كان يدرس حتى حصل على شهادة البكالوريا، ثم التحق بفرنسا.
وطيلة فترة دراسته بالمغرب ومنذ كان طفلا كان يلتحق بعائلته بإيطاليا حين تحل العطلة الصيفية.
يقضي رفقة والده مدة العطلة الصيفية بإيطاليا ليس للإستجمام، لكن لمساعدته في التجارة، إذ كان بدوره يحمل مجموعة من الأغراض التي يحتاجها السياح كالمناديل الورقية (كلنيكس)، والقداحات وغيرها ويشرع في بيعها في الشواطئ.
كان الشاب المغربي يقضي يومه تحت لهيب حرارة الصيف بالشاطئ، وهو يحمل سلعته البسيطة على ظهره، بحثا عن زبون يقتني منه بعضها، وكان نهاره يبتدأ مبكرا لانه كان ملزما بالتنقل من بيته إلى الشاطئ عبر القطار أو الحافلة لمسافة 90 كيلومترا، طيلة أيام الأسبوع.
كان صلاح الدين يتنقل بين المغرب وإيطاليا حتى سنة 2011، حيث سافر إلى فرنسا لإتمام دراسته وتمكن هناك من الحصول على دبلوم وإجازة في الهندسة الكهربائية، وبدأ عمله في إحدى الشركات العمومية الكبيرة التابعة للدولة الفرنسية.
“مدين لإيطاليا التي تعملت بها كثيرا واعطتني الشيء الكثير، أفتقدها كثيرا وأفتقد اسرتي، لكن أنا هنا في باريس بخير، وبصدد تحقيق ما أحلامي..”، هكذا يقول المهاجر المغربي، الذي لا يخفي أثر الهجمات الإرهابية التي عرفتها العاصمة الفرنسية على نظرة الفرنسيين للمهاجر المسلم في فرنسا.
قبل أسابيع عاد بنسالم إلى بلدة “سان سالفو” التي كان يقيم فيها في عطلته بإيطاليا لزيارة أصدقائه”.
قمت بزيارة للشاطئ، وجميع الأصدقاء هناك كانوا متحمسين لرؤيتي لأطلعهم عن اخباري وعن حياتي الجديدة في باريس ، بالتاكيد سأزور هنا أيضا العام المقبل ، وساكتري بدوري مظلا في الشاطئ..”.
من بين الذكريات التي ظلت عالقة في ذاكرة بنسالم نقاشاته مع السياح من جنسيات مختلفة في الشواطئ، لانه كان ملما بمواضيع مختلفة، ويتذكر لحظة تقدم فيها عند مجموعة من السياح الإيطاليين من مدن مختلفة، ليعرض عليهم سلعته، كانوا يتحدثون عن السلطة وعن الحاكم المستبد، فتدخل وسرد عليهم بعض الأفكار التي استنبطها مما قرأه من كتاب “الأمير” لنيكولو ميكيافيللي.
مهندس الكهرباء محب لفريق جوفنتوس وريال مدريد ويتكلم العربية والإيطالية والفرنسية بطلاقة ويدرس الآن اللغة الإسبانية أيضا.
وعن مشاريعه المستقبلية وكغالبية المغاربة الموزعين، على أنحاء المعمور، يراود بنسالم حلم العودة إلى وطنه المغرب للإستقرار فيه نهائيا، وذلك لأجل “المساهمة في تطوير بلدي الذي يخطو بثبات نحو التقدم ..”، كما قال في حديثه مع جريدة “إل فاطو كوتيديانو”.