كاتب عام مجلس العلماء المغاربة بأوربا: ‘على المسلمين أن يفهموا أن أوربا عِلمانية’
دعا ‘خالد حاجي’ الكاتب والباحث المغربي، المسلمين في أوربا الى ضرورة الوعي بطبيعة السياق الأوروبي، وتتمثل حقيقة كونه سياقا علمانيا يتم فيه الفصل بين الديني والسياسي’.
وأضاف الكاتب العام للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، ورئيس منتدى بروكسل للحكمة والسلم العالمي في حوار مع قناة ‘يورونيوز’ الأوربية، أن ‘الإسلام في أوروبا أصبح يواجه ضغوطا شتى تهدد وجوده بفعل تنامي الخطاب الشعبوي الذي أسهم إسهاما كبيرا في وصول العديد من الأحزاب اليمينية المتطرفة إلى تسيير دواليب السلطة، في النمسا و والمجر و غيرها من دول أوروبا’.
الأستاذ الجامعي ‘خالد حاجي’، شهير بكتاباته الأكاديمية التي تدعو إلى التجديد و التأقلم مع الواقع المعيش من خلال رؤاه الممهورة بالروح الإيجابية لتمكين وجود إسلامي في أوروبا، يتماشى مع روح الحضارة ويتقمص في الوقت ذاته الثوابت الأصيلة التي تتجلى في تغذية روح التسامح و التعايش مع الآخر كما كانت عليه الحال في ماضي المسلمين الزاخر و الذي تحول إلى مصدر اعتزاز العرب و المسلمين وموئل فخارهم.
وحسب ذات الكاتب المغربي فانه وأمام الشعبوية المتنامية في أوروبا يحتاج المسلمون إلى التحلي بالمسؤولية والنهوض للمساهمة في تقوية المؤسسات الأوروبية الساهرة على حماية القيم الأساسية التي انبنى عليها الاتحاد الأوروبي، ولا ينفع المسلمين اليوم أن يقفوا موقف الحياد، ينظرون إلى ما يحدث في أوروبا وكأنه لا يعنيهم.
مضيفاً أنه ‘لا ينفع المسلمين اليوم أن يجابهوا الخطابات الشعبوية الأوروبية بخطابات شعبوية إسلامية، خطابات سلبية، إن أحسنت التعبير عن التذمر من الواقع، فهي لا تحسن تعيين سبل تجاوز هذا الواقع، بقدر ما تكتفي بالهدم والتخريب’.
ودعا ‘حاجي’ المسلمين الى الابتعاد عن كل الخطابات التي تصب في تغذية وتقوية الخطابات الشعبوية الأوروبية، معتبراً أن أنجع طريقة لمواجهة هذه الخطابات هو الالتزام بتقوية منظومة القيم المشتركة والحرص على تغليب روح التعارف والتعاون على البر والتقوى، التعاون من أجل تجنيب المجتمعات الأوروبية آفة الوقوع في منطق صراع الحضارات.
المصدر زنقة 20