تعيش جاليتنا أياما صعبة على إيقاع الشتات رغم الصورة الوردية داخل المحافل واللقاءات والأعياد وباقي الأنشطة الموازية حيث الإبتسامة وتبادل الود والإخاء والموسيقى ورقصها والشاي وأطباق الحلويات وحضور المطبخ المغربي بما جاد من دسم . جميل أن يكون هذا المشهد حقيقيا بكل الحب المتبادل مع بعض والمشاعر الإنسانية التي تخدم مصالح الجميع تحت يافطة الإخاء وكل التشجيع (…) لكن بنقرة واحدة وأنت تدخل صفحات الفايس بوك تجد نفس الوجوه تتضارب فيما بينها , فسبحان مبدل الأحوال البارحة ليس هو اليوم , فقد اختفت الإبتسامة وتحولت إلى قدف وسب , والزغاريد أصبحت مدافع الإتهام فياترى ما هي الأسباب والدوافع لهذا الإنقلاب ؟ هل العمل الجمعوي فعلا مرتعا للنصب كما يلوح البعض ؟ ومن له المصلحة في الشتات ؟. فما يجري ويدور في عالم الفضاء الأزرق , أمر يتطلب وقفة رجل واحد بدلا من توسيع رقعة الإتهام وتشويه الآخر , وعوضا أن يشتغل المرء في إطار مجموعات منسجمة يتهافت الأخر من خلال مبادرات شخصية للتلويح بأصبع الإتهام للفاعلين والجمعيات وإمطارهم بوابل من الصفات الذميمة وإلحاق تهم الخروقات والنصب دون أن يتوفر على حجج وأدلة على ذلك ما يسقطه ويكشف عنه حجاب البغض والكراهية والحسد لا أقل ولا أكثر . قد اختار البعض في سيرتهم لترويج الإتهام , تسخير البعض للقيام بدورالشيطان بغية التأثير من خلال تدويناتهم وإلحاق ضرر التشكيك بكل من يجتهد في العمل الجمعوي والقيام بأنشطة داخلية يستفيد منها مغاربة الخارج المنضوين تحت شعار جمعية أو نادي أو أي مؤسسة غير ربحية أو ربحية ما يؤكد جهل البعض بالقانون المسموح به داخل دول الإستقبال والقوانين المبرمة في إطار العلاقات الدولية سواء مالية أو إقتصادية أو سياسية . فما يغيب عن هؤلاء أن القانون لايرحم في حالة رفع أي دعوى قضائية , لا على مستوى دولة الإستقبال أو الدولة المغربية (…) فالذي يتهم الناس بالباطل ويلوث سمعة الآخرين بالنصب واللصوصية سيجد نفسه وراء القضبان حيث لاينفع الندم ويرفض الصلح . وحتى من ليس له علم بكل الأمور التي تخص الدعم المالي أو الشركات والرعاية , عليه أن يسأل قبل أن يلوح بأصبعه المدلل حتى لا يقطع مع الإجابة الشافية في إطار القانون المعمول به والمسموح به إداريا . ترويج الأخبار الكاذبة واتهام الناس والسب والتشهير عنوان لأفعال يجرمها القانون وليست محط التسلية فحذاري أن يغرر بك الناس على أساس أن ما تقوم به على سبيل البسط واللهو لكن في حقيقة الأمر ستبكي دون أن تجد من يمسح دموعك ممن كانوا حولك . فعلى بعض الأطراف الذين يجدون في أنفسهم منبرا لتسويق الأخبار الكاذبة او المعلومة المغلوطة ألا يتصرفوا بحدة المقص فالعجلة من الشيطان وآخرها ندم . فلماذا اللجوء إلى تحقير مجهود الآخرين , وكلما وجدوا فردا أو مؤسسة أو جمعية ترقى بأنشطتها إلا وأشهروا سيف النيل بصناعة الأكاذيب والتضليل واستخدام أسلوب التهديد والوعيد . ما تقوم به أغلب الجمعيات من أنشطة مختلفة تستحق عليه التنويه وليس التبخيس والتشويه والتقليل مما يبدلونه من مجهودات من ميزانية جيوب الفاعلين على حساب ذويهم ويبقى الهدف تقديم خدمة لأبناء الجالية وكثير ممن يتناقلون الأخبار لا علاقة لهم بالعمل الجمعوي وليسوا بمنخرطين . عندما نقول أبناء الجالية أو مغاربة الخارج فكل جمعية لها الحق في مخاطبة منخرطيها بمغاربة الخارج أو جاليتنا عند كل خطاب وليس بالضرورة أن الجمعيات أو الفاعلين يخاطبون 5 مليون مهاجر وأظن أن الجمعيات عندما تقدم برنامجا فإنها تعلن عليه ويبقى المعني الأول بهذا البرنامج المنخرطين والمنتسبين ولا يحق لأي كان أن يطالب بأي مساءلة مادام الفرد نفسه ليس منخرطا ومادامت الجمعية ليس لها أي دعم مالي يساهم في نشاط إشعاعي لفائدة مغاربة الخارج منخرطين وغير منخرطين … من جهة أخرى هناك برامج شراكة ورعاية بين الجمعيات وبين المؤسسات الحكومية كما هو حال الوزارة المكلفة بالجالية التي تدعم برامج اللغة العربية وقضايا المرأة ومؤازرة الشباب داخل السجون والمعوزين والثقافة والدين , وهي ملفات تدخل في إطار اتفاقية بين الجمعية نفسها والوزارة دون طرف ثالث وهي برامج تنفدها إدارة الجمعية داخل مؤسستها لفائدة المنخرطين والمنتسبين شراكة لتغطية بعض مصاريف البرامج والتي تعلن عنها اللجنة المالية للجمعية في تقريرها الأدبي والمالي . على كل مواطن أن يجعل الحكمة والتبصر أمامه , وأن يتعلم ابجديات الحوار للوصول إلى الحقيقة , فثقافة الوصول إلى المعلومة تتطلب الأخلاق والأدب قبل أن تكون حقا دستوريا يكرس بقوة القانون , لهذا من الواجب أن يتواصل الفرد مع الجمعية أو المؤسسة أو الفاعل الجمعوي ليستفسر في الأمر , ليس من باب الإفتحاص وليس من باب التفتيش بل من جانب المعلومة الصحيحة حتى يتسنى إيجاد الإجابة الشافية دون اللجوء إلى أسلوب التضليل والتمويه والبهتان ولا يقوم بهذه الأمور المذمومة إلا حاسد وفاشل . لانريد من خلال هذه السطور إلا تقليص مستوى النقاش الدائر ومن حدة القفز على الأصول وجهل للمتعطش للتشويش وفبركة مجانية للمعطيات قصد ترويجها ويبقى هدفه صناعة ” البوز ” الذي سيوقعه في مصيدة الجرائم الإلكترونية والتي يعاقب عليها القانون بدلا التحلي بالصواب ورحم الله من عرف قدره . ما نعيشه كارثة , تطاولات وأفواه مفتوحة بألسنة جارحة وكلمات نابية , علما أن الساعة لا تسعنا لمحاربة بعضنا البعض فكفانا الأحزاب السياسية تحارب مغاربة الخارج وتلعب دورا أساسيا في حرماننا من كل الحقوق الدستورية وقضايا مغاربة الخارج لا يعلمها إلا الله مشاكل إدارية وقضايا النصب والإحتيال على الممتلكات العقارية وعلى المستثمرين وحدث ولا حرج وأنت داخل البلاد جرائم في واضحة النهار لصوص في كل الأزقة والدروب والأحياء , معاملات إدارية تقشعر لها الأبدان وعدم الأمن والإستقرار . حان الأوان أن نكون يدا واحدة وأن نصبح أمام الراي العام القوة الإقتراحية من خلال الإنسجام وزرع قيم الأخلاق من خلال سلوكنا وتعلمنا واندماجنا في عالم متحضر متقدم ونكرس التجارب في معاملاتنا وتعاملنا مع بعضنا البعض . كفانا تجريحا وكفانا مؤامرات ثنائية واتصالات هاتفية وهمز ولمز وغمز . قبل الختام أقول للذي يشيع الإفك ويحسب أنه يحسن صنعا أنه سيسقط في يوم قريب كأوراق الخريف فاصل ونواصل