مغاربة ايطاليا يعيشون أوضاعا صعبة بسبب البطالة وبعضهم غادر نحو الديار أو بلدان مجاورة
أكدت إحصاءات رسمية، نشرت أخيرا بإيطاليا، حول الجالية المغربية المقيمة بهذا البلد، ما سبقَ أن أثارته العديد من الهيآت والجمعيات، في السنوات الأخيرة،
بشأنِ الوضعية الصعبة التي يجتازهَا مغاربة إيطاليَا.وخلص التقرير الذي نشرته مديرية الأجانب والاندماج التابعة لوزارة التشغيل الإيطالية، بداية الشهر الجاري، إلى أن معدل البطالة وسط أفراد الجالية المغربية سنة 2016 يضاعف معدل البطالة بإيطاليا، إذ وصل الرقم إلى 7.26 في المائة، ما يتجاوز بكثير المعدل العام للبطالة بين الجاليات الأجنبية المقيمة فِي إيطاليا، والذي بلغ خلال السنة نفسها 3.12 في المائة.
سجل التقرير ارتفاع عدد المغاربة الباحثين عن عمل مقارنة مع باقي الأجانب المقيمين بإيطاليا، فمن أصل حوالي 300 ألف مهاجر مغربي هم في سن العمل (أكثر من 15 سنة) 40 في المائة منهم لا توجد أسماؤهم فِي قوائم المشتغلين أو الباحثين عن الشغل.
وإضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة في صفوف أفراد الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا، كشف التقرير غياب الاستقرار الذي يعيشه حتى المشتغلون، فمن أصل حوالي 90 ألف عقد عمل أبرمها المغاربة بإيطاليا خلال سنة 2014، لم يستمر منها سوى 3 آلاف عقد.
وحسب التقرير ذاته، فإن مداخيل المغاربة المقيمين بإيطاليا، شأنها شأنَ مداخيل باقي الأجانب الموجودين بالبلد تتسم بالضعف، حيث إنَ أقل من 10 في المائة منهم فقط هم الذين يتقاضون أكثر من 1500 أورو شهريا.
ويأتي التقرير الإيطالي ليؤكد تنبيه عدة هيآت نقابية جمعوية إلى الوضعية الحرجة، التي يمر بها الأجانب فِي إيطاليا، إذ يعتبرون الحلقة الأضعف في ظل الأزمة الاقتصادية، التي تخيم على الاقتصاد الإيطالي.
كما أنَ بعض التقارير الإعلامية تشيرَ إلى أن إيطاليا تعرف حاليا هجرة عكسية، ليس فقط وسط الإيطاليين، بل حتى وسط الجاليات الأجنبية، إذ أنَ آخر تقارير معهد الإحصاء الإيطالي أبانت اختفاء ما لا يقل عن مليون و200 ألف أجنبي من سجلات المصالح البلديَة بإيطاليَا.
ومن جهة أخرى، ارتفعت وتيرة هجرة المهاجرين المغاربة من إيطاليا نحو دول أوربية أخرى، بسبب استمرار الأزمة وانعدام الآفاق بشكل كبير. وهذه أول مرة يجد المغاربة أنفسهم مضطرين إلى الهجرة وسط دول الاتحاد الأوربي، كما أصبح الكثير منهم يعود إلى المغرب بسبب الأزمة.