كفاءة مغربية في “تورينو” … حميد زريات طبيب و إمام مغربي في خدمة الإنسانية
السلطات الصحية بإقليم بييلّلا نصبت طبيب مغربي حميد زريات مسؤولا عن الرعاية الصحية لساكنة بعض المناطق الريفية النائية بالإقليم، حيث أن وسائل الإعلام الإيطالية ومعها الرأي العام المحلي،اهتمت بالخبر مباشرة بعد إعلان عن إسم الطبيب المغربي، حيث قالت الصحافة المحلية أن الهيئة الصحية ASL “عينت إماما لعلاج الساكنة المحلية” بتسليط الضوء أكثر على جانبه الديني الدعوي الذي ينخرط فيه ذات الطبيب المغربي منذ سنوات عديدة، باعتباره أحد الوجوه الإسلامية المعروفة بإيطاليا عموما وجهة بييمونتي خصوصا، وسبق له أن أمّ المسلمين في مناسبات كبرى سواء بطورينو أو ميلانو أو غيرها من المدن الإيطالية الأخرى.
إذ يعتبر حميد زريات، 34 سنة، مثال حقيقي للشباب المغاربة من الجيل الثاني الذين استطاعوا فرض أنفسهم برغم من الظروف الأسرية الصعبة، حيث استطاع أن ينهي دراسته في كلية الطب بمدينة نوفارا في وقت قياسي وبتفوق كبير استطاع خلالها الحصول على منحة دراسية، وخولته التوظيف مباشرة، ومواصلة دراسته كأخصائي في الجراحة.
وبجانب تكوينه الأكاديمي والمهني كان الدكتور حميد حريصا على العمل الجمعوي التطوعي منذ صغره، وباقترابه من عالم المساجد استهواه حب تعلم اللغة العربية والخطابة إذ كان يتنقل بصفة منتظمة إلى مسجد الرحمن بميلانو لتعليم الحروف الأبجدية الأولى من لغة الضاد وكادت إحدى رحلاته في صيف 2007 إلى ذات المسجد أن تكلفه حياته حيث تم إحراق سيارته من قبل مجهولين، إلا أن إصراره على تعلم اللغة العربية وتعليم الدين الإسلامي فتح له مجال الخطابة في المساجد وتقديم الدروس الدينية.
وأدى تمكن الشاب المغربي من الخطابة وتحكمه الواضح في اللغتين الإيطالية والعربية إلى تسابق المراكز والهيئات الإسلامية للإستفادة من خدماته، فعندما اجتمعت العشرات من الجمعيات الإسلامية بميلانو منذ حوالي 10 سنوات لتقديم ملف طلب مكان لبناء المسجد، لم تجد أفضل من الطبيب الشاب المغربي لكي يؤم المصلين في صلاة جمعة حضرها الآلاف من المصلين والعشرات من الصحفيين.
وكذلك الشأن بالنسبة للفيدرالية الإسلامية ببييمونتي فهي لا تستطيع أن تجد بديلا للطبيب المغربي لتمثيلها سواء تعلق الأمر بالسلطات المحلية أو لدى الفئات الشابة من الجالية الإسلامية، إذ يعتبر زريات العمود الفقري لأنشطة ذات الهيئة الإسلامية، ويكون حاضرا في جل أنشطتها.
وحسب أصدقاء حميد فإن قوته تكمن في “عدم كله من عمل الخير وحبه للعمل التطوعي”، فرغم مشاغله الكثيرة بجمعه بين الدراسة والعمل إذ يشتغل كطبيب منذ 8 سنوات، إلا أن كل أيام عطله يخصصها للعمل التطوعي وقد سبق له أن زار بلدانا عربية في إطار العمل الإنساني، وكل أسبوع تقريبا له ارتباط مع هيئة أو جمعية إسلامية من خلال نشاط دعوي أو توعوي، ولجميع الإستشارات والنصائح الطبية فيبقى الوقت المفضل للدكتور حميد وقت صلاة الفجر، حيث تجد أحيانا أكثر من شخص ينتظره في المسجد، يضيف أحد أصدقائه ضاحكا.
والطبيب المغربي متزوج بمغربية ولهما أربعة أطفال، ولم يحصل بعد على الجنسية الإيطالية بالرغم من تقديمه لطلب الحصول عليها، أصبح رسميا منذ مطلع السنة الجديدة الطبيب الرسمي لأربعة بلدات نائية شمال شرق مدينة بييلّا، قال في تصريحات لوسائل الإعلام أنه سعيد بمهمته الجديدة وأن الساكنة رحبت به بشكل غير متصور وأنه يتمنى أن يكون مثالا للشباب المغربي.
المصدر مغاربة إيطاليا